باحث تونسي لـ «الدستور»: جناح داعش الإرهابى فى باريس يقف وراء العملية الأخيرة
أكد باسل ترجمان، الباحث التونسى الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة والصحفى فى اندبندنت عربية، إن العملية الإرهابية التي جرت أمس غرب باريس يبدو حسب المعطيات أن منفذها هو من أصل تونسى ولا استبعد أن يكون منفذ العملية جناح داعش التونسى فى فرنسا.
ولقيت شرطية فرنسية مصرعها طعنا مساء الجمعة عند مدخل مركز للشرطة في بلدة رامبوييه قرب باريس، وأفادت إذاعة أوروبا 1 بأن الشرطة أطلقت النار على المهاجم وأردته قتيلا، حيث أكد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، أن المهاجم كان مسلحا بسكين.
وأعلنت مصادر أمنية وقضائية فرنسية، السبت، احتجاز قوات الشرطة الفرنسية 3 أشخاص من الدائرة المحيطة بمنفذ هجوم الطعن، كاشفة عن هوية منفذ الهجوم وهو تونسي الجنسية وينحدر من مدينة مساكن التابعة لمحافظة سوسة شرق تونس ويدعى جمال قرشان ويبلغ من العمر 36 عاما.
وقال ترجمان فى تصريحات خاصة لـ "الدستور"، " نعرف تماما أن تنظيم داعش يسعى خلال شهر رمضان لتنفيذ عمليات دموية خاصة مع اقتراب ذكريات يعتبرها هذا التنظيم إحدى محفزاته فى العمل الإرهابى وهى ذكرى غزوة بدر وعادة ما يحاول أن يقوم التنظيم بعمليات إرهابية مثل هذه العمليات الإرهابية.
وأضاف ترجمان أن تلك العملية هى ثانى عملية ارهابية تنفذ بنفس الاسلوب واخرها عملية نيس فى اكتوبر الماضى، واليوم هذه العملية فى باريس تؤكد أن هناك جناح ارهابي داعشى فى فرنسا، للأسف عناصره تونسية الجنسية، متابعا" وهذا ليس ادانة لتونس إطلاقا ولكن هذا التنظيم يستقطب اشخاص إرهابيين من أكثر من 120 دولة حول العالم".
وأوضح ترجمان أن تلك العملية تاتى فى إطار ردود الفعل الداعشية ضد فرنسا وخاصة أن الصراع مع الدولة الفرنسية مفتوح منذ 2015 بين داعش والدولة الفرنسية، مشددا على أن المدنيين الفرنسيين يدفعون ثمن هذه العمليات الإرهابية غاليا.
وتابع ترجمان "هذه العملية تؤكد مرة أخرى ضرورة أن يكون هناك جهد استخباراتي وميدانى وتعاون أمني أكثر بين كل الدول من أجل التصدي والقضاء على الإرهاب وخاصة أن هناك كل مدة أجيال جديدة من الإرهابيين غير معروفين لأجهزة الأمن والذين يتم استقطابهم بآليات وأطراف وطرق مختلفة وينفذون بعدها عمليات إرهابية.
وأكد ترجمان أنه بنفس الوقت هنالك أيضا قضية هامة جدا وهى أن الإرهاب طالما لم يتم تجفيف منابعه الفكرية وتفكيك الفكر الإرهابى المتطرف الصانع للإرهاب لن يكون بإمكاننا الانتصار فى هذه الحرب ولكن ستكون جولات، بالتأكيد الجماعات تهزم وتنكسر ولكنها تعيد بناء نفسها فى كل مرة، وبالتالي من الواجب أن نبدأ بتجفيف والقضاء على هذا الفكر المتطرف".
وشدد ترجمان على أن هذه العملية تؤكد أن الارهابيون لا يتحركون بمفردهم أو يقومون بتنفيذ عمليات مهزولة ولكن هناك إعداد وتخطيط وتحديد مواعيد بدقة وإيصال رسائل، لافتا إلى أن هذه العملية الأخيرة لها مجموعة ارهابية خططت لها، لافتا إلى أن التحقيقات ستكشف من كان يقف وراء تلك العمليات الجبانة.