الدنمارك تعرض خطة مناخية لبناء جزيرة اصطناعية لطاقة الرياح ببحر الشمال
شددت الدنمارك على أهمية طاقة الرياح وتطوير جزر الطاقة البحرية، في اليوم الثاني من قمة مناخ دولية، مشيرة إلى مشروع طاقة ضخم بإحدى الجزر.
وقالت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسين، في كلمتها اليوم الجمعة، إن إنشاء جزيرة اصطناعية في بحر الشمال بها المئات من توربينات الرياح البحرية لتوليد طاقة نظيفة ووقود نظيف لملايين المنازل في أوروبا هو "الرؤية الدنماركية لأول جزيرة طاقة في العالم".
وشددت على ضرورة التوسع في هذه الطاقة، حيث إن 50% من الكهرباء في الدنمارك تأتي بالفعل اليوم من طاقة الرياح.
وقالت فريدريكسن إن المهمة التالية هي تحويل الطاقة الخضراء إلى وقود أخضر من أجل تقليل انبعاثات الشاحنات والطائرات والسفن.
وأضافت أن هذه الابتكارات توفر في الوقت نفسه الكثير من الوظائف.
وشكرت الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي استضاف القمة، على إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس العالمية للمناخ.
وحددت حكومة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في كوبنهاجن هدفا لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الصادرة من الدنمارك بنسبة 70% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990.
ويعد هذا الهدف حاليا هو الأكثر طموحا فيما يتعلق بالانبعاثات لكل دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت فريدريكسن إن الدنمارك كلها متحدة لتحقيق هذا الهدف.
وسيتم بناء جزيرة الطاقة التي ذكرتها رئيسة الوزراء لتخزين طاقة الرياح على بعد حوالي 80 كيلومترا قبالة ساحل جوتلاند.
وتعادل تكلفة المشروع الضخم أكثر من 28 مليار يورو (34 مليار دولار).
ويعد هذا المشروع هو الأكبر في تاريخ الدنمارك في مجال التشييد.
وأعلنت الدنمارك في وقت سابق أنها تخطط لبناء جزيرة اصطناعية ضخمة في بحر الشمال لتصبح المركز الرئيسي للطاقة المتجددة، بتكلفة تقديرية تبلغ 210 مليارات كرونة دنماركية (33.97 مليار دولار) بمشاركة القطاع الخاص، مع امتلاك الدولة الدنماركية أغلبية الحصص.
وقالت وكالة الطاقة الدنماركية، في بيان لها اليوم: إن المشروع سيقع في المياه على بعد 80 كيلومترا من ساحل جوتلاند، وسوف تشمل مرحلته الأولى بناء ما يقرب من 200 توربينة رياح بحرية بطاقة 3 جيجاوات.
وأضافت الوكالة، وهي جزء من وزارة المناخ والطاقة والمرافق الحكومية، أنه من المقرر توسيع قدرة المشروع إلى 10 جيجاوات، وهي طاقة تكفي لتشغيل 10 ملايين منزل في أوروبا، موضحا أن مساحة الجزيرة الاصطناعية تتراوح بين 120 ألفا و460 ألف متر مربع عند اكتمال المشروع.
وقال وزير المناخ الدنماركي دان يورجنسن: "إن المشروع هو الأكبر في تاريخ الدنمارك، وسيجعلها أكبر مركز للطاقة في بحر الشمال عبر الاستفادة من الإمكانات الهائلة للرياح البحرية الأوروبية، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون المستقبلي مع الدول الأوروبية المجاورة".
جدير بالذكر، أن الدنمارك تعتبر رائدة في مجال الطاقة باستخدام الرياح، حيث أسست أول مزرعة رياح بحرية في العالم في المياه عام 1991.
ويسعى الاتحاد الأوروبي لأن تصل طاقته المتولدة من الرياح إلى 60 جيجاوات بحلول عام 2030، و300 جيجاوات بحلول منتصف القرن الحالي.