«حتى لا ننسى».. شهادة «مبروك» تفضح علاقة الإخوان بالاستخبارات الأمريكية
عقب ظهور مشهد اغتيال الشهيد محمد مبروك على يد مسلحين من جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب تحرياته في قضية التخابر، ضمن الحلقة التاسعة في مسلسل «الاختيار 2» وختامها بآخر كلمة في تحرياته «والله على ما أقول شهيد»، وتسببت الشهادة في أحكام مشددة وإعدام لقيادات الجماعة الإخوان الإرهابية.. نرصد تفاصيل الشهادة والتي تضمنت تفاصيل تجنيد الاستخبارات الأمريكية مصريين لجمع معلومات لخدمة الإخوان وخدمة المصلحة الأمريكية.
وتضمنت شهادة «مبروك» أمام قاضي التحقيقات أنه باشرها بنفسه بالاستعانة بمصادر الجهاز الموجودة داخل البلاد وخارجها والتي يعمل بعضها في سفارات مصر بالدول المختلفة بأنحاء العالم والتي تداوم على إرسال التقارير والمعلومات عن المصريين الموجودين بمختلف دول العالم ومواطنى الدول الموجودين بها وجمع المعلومات عن الجماعات مثل جماعة الإخوان التى لها فروع تنظيمية بمختلف دول العالم.
وأكد أنه بدأ عمله في جهاز أمن الدولة منذ عام 1997 واستمر بالعمل عقب تغيير اسم الجهاز إلى قطاع الأمن الوطني عام 2011 دون انقطاع، وأنه تابع نشاط جماعة الإخوان المسلمين بوصفها جماعة محظورة قانوناً منذ أن بدأ عمله فى جهاز أمن الدولة منذ عام 1997، حيث إن القانون كان يحظر عمل الجماعة بوصفها جماعة محظورة منذ قرار حلها فى بداية الخمسينات أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأضاف: وبدأ توافر المعلومات منذ عام 2004، حيث قام التنظيم الدولى الإخوانى بالتحرك تجاه إيجاد صلات قوية ومستمرة ببعض الحركات الإسلامية وأنظمة الحكم الأجنبية والهيئات والجمعيات الموجودة فى الخارج وإعداده دراسات ببعض البلدان للقفز على السلطة حيث تواكب ذلك مع إطلاق المسئولين الأمريكيين عام 2005 مصطلحات جديدة عن الفوضى الخلاقة وقيام مسئولي الإدارة الأمريكية بالتصريح بعدم تخوفهم من وصول تيارات إسلامية إلى السلطة بالرغم من حالة العداء الشديدة لدى الإدارة الأمريكية مع التيارات الإسلامية منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001، حيث أدى اختلاف موقف الإدارة الأمريكية من تلك التيارات الإسلامية إلى توجيه مصادرنا وتكثيف تحرياتنا للوقوف على أسباب تغيير ذلك الموقف.
وتابع: وبدأنا في رصد عدد من لقاءات عناصر التنظيم خارج البلاد أولها كان فى 10/1/2004 شارك فيه الإخوانيان القاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية بباكستان ويوسف القرضاوى فى مؤتمر عقد بقطر تحت عنوان الحوار الإسلامي الأمريكي وبرعاية معهد بروكينجز الأمريكي بالتنسيق مع وزارة الخارجية القطرية حضره الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون وإيفاد الإخوانيين محمد سعد الكتاتنى وسعد عصمت الحسنى باعتبارهما من أعضاء مكتب الإرشاد العالمى إلى تركيا للمشاركة فى اجتماع مكتب الإرشاد العالمى والذى تم فى مدينة إسطنبول التركية فى الفترة من 30/6 إلى 2/7/2007 بحضور مسئولى الأجنحة الإخوانية بعدد من الدول العربية حيث تم خلاله قيام المذكورين بطرح العديد من الموضوعات التى دارت حول الأوضاع الداخلية بجماعة الإخوان بمصر وعلاقتها بالنظام القائم بالبلاد وأنشطة الكتلة البرلمانية الإخوانية بمجلس الشعب المصرى.
وأردف: كما تم إيفاد الإخوانى محمد الكتاتنى والإخوانى سعد عصمت الحسينى والإخوانى السيد عبدالمقصود عسكر والإخوانى حسين محمد إبراهيم للمشاركة فى اجتماع مجلس شورى التنظيم الدولى الذى عقد فى تركيا بتاريخ 12/11/2007 حيث أصدر ذلك المؤتمر عددا من التوصيات جاء أبرزها ضرورة تأمين قرارات المجلس خلال الفترة القادمة لأهميتها وضمان وصولها بسرية إلى مكاتب وأجنحة الجماعة فى مختلف أقطار العالم وضرورة إيجاد مؤسسة عالمية يتم تأمين اللقاءات والاتصالات عن طريقها وإنشاء قناة فضائية لجماعة الإخوان المسلمين، كما تمت مناقشة أوضاع عدد من الدول، فلسطين والعراق وسوريا والجزائر والأردن واليمن وإندونيسيا والبحرين وقطر ولبنان بالإضافة إلى وضع الجماعة فى أفريقيا وشرق آسيا وأوروبا واستعراض نتائج الانتخابات التنظيمية السرية لمكتب الإرشاد واعتماد الحساب الختامى للعام المالى 2006.
واستطرد: كما تم رصد قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية عام 2006 بإصدار توجيهات للعاملين ضمن وكالة الاستخبارات الأمريكية بسفارات الدول الأوروبية لمحاولة تجنيد مصريين من المنتمين لجماعة الإخوان الأعضاء فى التنظيم الدولي والموجودين على أراضى تلك الدول بهدف الحصول منهم على معلومات تبين حقيقة موقف جماعة الإخوان من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك حتى تتأكد الولايات المتحدة الأمريكية من نوايا الجماعة فى الاعتماد عليهم لتنفيذ مخططها بالشرق الأوسط، الذى يعتمد بصفة أساسية على جماعة الإخوان وحتى تثق الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم قادرون على تنفيذ التوجيهات الأمريكية.
واستكمل: كما تطلب منهم، وعدم معارضة التنظيم الإخوانى لأى تكليفات تملى عليهم فى منطقة الشرق الأوسط وذلك لخدمة المصالح الأمريكية وقد نتج عن ذلك تجنيد عدد من العناصر المنتمية للتنظيم حيث تمت متابعتهم وتأمين المعلومات التى يدلون بها حتى لا تضر بالأمن القومى المصرى وكشف عدد من هؤلاء المتعاملين حتى لا يتم استخدامهم من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والتى حرصنا على عدم كشف أسمائهم حفاظاً على حياتهم عدا الإخوانى محمد عبدالغنى محمد حسن الذى كان يوجد بدولة بلغاريا عام 2006 والذى تردد على السفارة المصرية ببلغاريا للإبلاغ عن قيام أحد ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالية بالسفارة الأمريكية بدولة بلغاريا بمحاولة تجنيده والاستفسار منه عن بعض المعلومات حول جماعة الإخوان المسلمين .
وأضاف: وتم إرفاق عدد 2 CD لأحد اجتماعات مكتب الإرشاد يتحدث خلاله مرشد الجماعة محمد بديع وعضو مكتب الإرشاد محمد مرسى عن اللقاءات والاتصالات التى تمت مع مسئولين أمريكيين بالإضافة إلى قيام المرشد بالتحدث فى ذلك اللقاء عن تنسيق الجماعة مع حركة حماس كما تم رصد قيام الإخوانى محمد مهدى عاكف المرشد العام للتنظيم الدولى الإخوانى خلال عام 2008 بتكليف الإخوانى محمود عبدالله عثمان بترتيب لقاء بين عضو التنظيم يوسف القرضاوى والأمريكى مارتن أنبل سفير الولايات المتحدة السابق بدولة إسرائيل حيث تم عقد اللقاء بالعاصمة القطرية الدوحة عام 2008، حيث استعلم الأمريكى المذكور من عضو التنظيم يوسف القرضاوى عن حجم وثقل جماعة الإخوان ومدى قدرتها على تحريك الأحداث بالشارع المصرى، وقد أسفرت التحريات عن مدبر اللقاء الإخوانى محمود عبدالله عثمان عن ارتباطه بأجهزة الأمن الإسرائيلية من خلال إحدى الفتيات الإسرائيليات العاملات بجهاز الموساد الإسرائيلى، وذلك أثناء إقامته بالعاصمة البريطانية لندن.
وعقب إدلاء «مبروك» بشهادته أمام قاضي التحقيقات أحلت جماعة الإخوان دمه وأمرت بسفكه وصدرت التعليمات باغتياله وفي 17 نوفمبر 2013، وبخروجه من مسكنه بمدينة نصر متوجها إلى عمله، أطلق 7 ملثمين يستقلون سيارتين ملاكي بدون لوحات معدنية، النيران على الشهيد من على بعد 5 أمتار ؛ لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها.
وتمكّن قطاع الأمن الوطني من تحديد هوية القائمين على التخطيط والتنفيذ في واقعة اغتيال الشهيد، وتمكن من القضاء على عدد منهم بعدة أوكار، وتقديم عدد آخر للمحاكمة الجنائية، وكان ذلك في قضية «أنصار بيت المقدس»، والذين تم توجيه 54 جريمة إرهابية من بينها اغتيال «مبروك»، وعاقبت المحكمة 37 إرهابياً بالإعدام والسجن المؤبد والمشدد لـ178 آخرين.