احتفالات في شرق أسيا وأفريقيا وأوروبا بذكرى اليوم العالمي للأزهر
نظمت فروع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بدول بنجلاديش، سلطنة بروناى، تنزانيا، نيجيريا، الصومال، بريطانيا، تايلاند، ماليزيا، احتفالات بذكرى اليوم العالمي للأزهر، بمقراتها المختلفة بدولهم وبالمراكز الإسلامية بها، بحضور رؤساء الفروع ومسئولي المؤسسات الدينية الكبرى بتلك الدول.
وأكد رؤساء الفروع المختلفة والأعضاء والمشاركون في الاحتفال - وفق بيان للمنظمة اليوم - أن هذا اليوم يمثل ذكرى افتتاح الأزهر الشريف، يوم الجمعة 7 رمضان من عام 361 هجرية، وبمرور 1081 عاما على إنشاء هذا الصرح العظيم تجدد في نفوس قاصديه قيمته العظيمة في قلوبهم، فهو قبلة العلم ونور المعرفة لكافة المسلمين حول العالم، فبمنهجه الوسطي ظل الأزهر الشريف المعين الصافي لعلوم الشريعة واللغة وغيرها، والحافظ للتراث الإسلامي وحاميه على مر العصور.
وأضافوا أن الأزهر الشريف قد ساهم في بناء العقول والتكوين العلمي لكل من درس في رحابه، فضلا عن أن دوره كان يتجلى في كل فصل من فصول تاريخه المديد في بناء الأمة ومشاركته في النهضة الحديثة، وكفاحه في صيانة العقول المسلمة من الانحراف والتشدد، وذلك بفضل منهجه الثري الوسطي الذي يدعو للسلام، ونشر قيم التعايش، ونبذ كافة أشكال الفرقة والعنف والإرهاب.
وأعرب رؤساء الفروع عن أملهم في أن يديم الله تعالى على الأزهر تقدمه واذهاره، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وأن يمد فضيلته بالصحة والعافية، ولجميع القائمين على رحابه من رجال الأزهر ومشايخه الأجلاء السداد والتوفيق.
كان نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر أسامة ياسين، أكد أن المنظمة تلعب دورا مهما في نشر منهج الإسلام الوسطي، وتفنيد الأفكار المغلوطة التي يعتنقها المتطرفون، وإظهار مخالفتها لصحيح الدين، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار دور الأزهر الشريف الذي يقصده طلاب العلم من جميع أنحاء العالم لينهلوا من علمه.
وقال ياسين - في تصريح صحفي اليوم الأحد - إن المنظمة تزداد مع الوقت اتساعا وانتشارا فمنذ تأسيسها عام 2006 وهي تلعب دورا بارزا، في تفنيد الفكر المتطرف وحماية الشباب من الانسياق خلف الأفكار المضللة والشاذة، لذلك نجحت في الحصول على عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ( إيكو سوك)، وأصبح لديها 20 فرعا حول العالم.
وأضاف أن المنظمة تقوم بجهود مستمرة في تطوير الأئمة والدعاة حول العالم، من خلال إعداد دورات تدريبية لتأهيلهم بشأن كل ما يستجد من قضايا يفرضها واقع الحياة، مشيرا إلى مشاركة مجموعة من كبار علماء الأزهر الشريف في إلقاء المحاضرات بهدف ترسيخ مفهوم السلام والتعايش والبعد عن الغلو ونبذ العنف.
ولفت إلى أن المنظمة على تواصل مستمر مع خريجي الأزهر حول العالم، لمعرفة متطلباتهم، في مجال الدعوة، حيث يتم التواصل معهم لاقتراح مضمون الدورات، مشيرا إلى أن دور المنظمة لا يقتصر على تنظيم الدورات بفحسب بل تقييس مدى الاستفادة من تلك الدورات.
وقال إن المنظمة تلعب دورا كبيرا في مواجهة وتفنيد ما ينشر من قبل الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر بيانات تصدرها إداراتها العلمية، فضلا عن إصدار المنظمة لكتيبات تستهدف مواجهة التيارات المتشددة وشرح أفكارها وخطورتها على المجتمع، لافتا إلى إصدار ٢١ كتابا في هذا الصدد.
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن المنظمة لم تتوقف يوما عن آداء دورها، رغم الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا على العالم، وتوقف بعض المؤسسات بسبب هذه الظروف حيث لم تمنعها الجائحة من الاستمرار في تقديم خدماتها المعهوده تجاه جميع الأئمة والدعاة على مستوى العالم، خاصة في المناطق التي تشهد المزيد من العنف والتوتر.
ولفت إلى أنه رغم الظروف تعقد المنظمة حاليا دورة تدريبية ل50 إماما وداعية من دولة أفغانستان لثاني مرة في تاريخها بدأت في 27 ديسمبر الماضي واختتمت فعالياتها أمس الأحد، لافتا إلى حضور مسؤولين رفيعي المستوى بهذه الدورة حيث يوجد بها وزير الحج والإرشاد الأفغاني قاسم حليمي، وهو ما يعد دليلا على اهتمام كافة المسؤولين بالمضمون الذي تقدمه المنظمة للدعاة، منوها بإشادة حليمي بدور المنظمة المهم في نشر الفكر الوطني المستنير، وترسّيِخُ الوسطية والاعتدال، وهو ما يحتاجه الشعب الأفغاني.
ولفت إلى انتهاء المنظمة منذ أيام معدودة كذلك من دورة لأئمة ليبيا من أجل ترسيخ الفكر الوسطي للدعاة والداعيات، منوها بأن الدورة ضمت ٤٥٠ اماما وداعية من ليبيا.. ليتمكنوا من القيام بدروهم في المجتمع الليبي خاصة أوساط الشباب.
وأوضح ياسين أن الأزهر الشريف حريص على إعادة بعض الدورات المهمة والتي تعلي قيمة الوطن وتنبذ الإرهاب والعنف، مع تنويع فئة المستهدفين من المتدربين حرصا منها على نقل خبراتها في هذا المجال إلى كافة الأئمة والدعاة.