محمود عبدالشكور عن «لعبة نيوتن»: طريقة السرد هى الأفضل والأكثر إحكاما
أشاد الناقد الفني والأدبي محمود عبد الشكور بمسلسل "لعبة نيوتن"٬ الذي يعرض حاليا ضمن الدراما الرمضانية٬ معتبرا أن: “من مناطق التميز في المسلسل السيناريو الذي كتبته مها الوزير عن قصة تامر محسن، ومها أيضا مشرفة على الكتابة، ومشاركة فيها مع سمر عبد الناصر ومحمد الشخيبي وعمّار صبري، مع ملاحظة أن تامر محسن لا يترك قصته أبدا، وإنما يرأس فريق الكتابة، ويتدخل في كل مراحلها، ويحدد بنفسه المسار الملائم للسرد، ويرى دوما ان السيناريو هو العنصر الأهم، والذي يجب أن يديره بكل تفاصيله”.
وتابع "عبد الشكور"، خلال منشور له عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”: “السيناريو هو الطريقة التي نحكي بها القصة عبر مشاهد صوتا وصورة بطريقة مشوقة ومتوازنة، ونظريا يمكن سرد القصة بمائة طريقة، ولكن أصعب سؤال هو كيف تبدأ؟ ثم السؤال الأهم وهو: كيف تبني خطوط الحكاية زمنيا ومكانيا؟ وخاصة أن هناك خيارات لا حدود لها في كل حالة، وبدون أن يغير ذلك من تفاصيل القصة”.
وأردف عبد الشكور: اختيار البداية كان موفقا جدا، فقد بدأت الحلقات مباشرة من المطار في أمريكا، وبطريقة غامضة تجعلك تشك في أن هنا (منى زكي) إرهابية مثلا، وأن زوجها يوجهها من مصر لتنفيذ عملية خطيرة، لنكتشف أنها تريد فقط أن تلد في أمريكا، ثم تسير الحلقات بشكل متواز بين القاهرة وأمريكا.
وأكد أن: هذه الطريقة صعبة وخطيرة، لأن أي استطراد في خط ما سيكون ملحوظا، وسيفصل المشاهد عن الخط الآخر، ولأنك لابد أن تتصاعد بالأحداث على اتجاهين، وليس على اتجاه واحد، ولكننا شاهدنا سردا متوازنا ومنضبطا للغاية، وفيه تقاطعات أيضا بين الزوجين، سواء في الاتصال التليفوني، أو في مشاهد فلاش باك ذكية وفي مكانها.
واختتم مؤكدا: “السرد المتوازي جعل أيضا الأزمة مزدوجة، والمقارنة متواصلة: أزمة الزوجة وأزمة الزوج معا، سواء في مصر أو أمريكا، وكأن المشاكل والمتاعب تطاردهما، بصرف النظر عن المكان، تخيلوا طريقة أخرى للسرد، بأن نبدأ من حكاية هنا وزوجها مع مشروع العسل، ومحاولة إنجاب طفل، ثم ظهور قرار السفر الى أمريكا لكي يولد الطفل هناك، ومحاولات التجهيز للرحلة، وخلافات الزوجين، ثم نصل في منتصف رمضان مثلا الى السفر الفعلي، هنا بناء تقليدي لا يناسب قوة التجربة، ولا الإثارة في مغامرة السفر، ولذلك نقول إن طريقة السرد الراهنة هي الأفضل والأكثر إحكاما. كتابة ممتازة حتى الآن”.