صدور كتاب ماضى العالم العربي ومستقبله من خلال مقدمة ابن خلدون بالعربية
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع٬ صدرت حديثا النسخة العربية لكتاب "ماضي العالم العربي ومستقبله من خلال مقدمة ابن خلدون"٬ للكاتب الإيطالي ماسمو كمبنيني٬ وترجمة كل من: الدكتور نشاط مصطفى ود. ناصح رضوان. ويقع الكتاب في 124 صفحة من القطع الكبير.
في تقديمهما لترجمة كتاب "ماضر العالم العربي" يستعرض المترجمان٬ عدة مسائل تمهيدية تفتح الطريق للقارئ. وقد وثقا ما استعرضاه بالتواريخ والمراجع٬ فعرفا بشكل موجز جداً بابن خلدون٬ واعتزاله السياسة كعمل وحياة٬ ثم اعتزاله الناس في قلعة بني سلامة في الجزائر مدة خمس سنوات٬ وتضيء تلك الفترة التي تمكن فيها من إتمام مقدمة كتابه (العبر) والتي بات في أيامنا كتاباً مستقلاً.
ثم تحدثا عن اهتمام الغربيين بالمقدمة والأسباب العديدة التي كانت وراء الاهتمام٬ عدا عن أهميتها الفكرية٬ وركزا على الأسباب الإيديولوجية٬ حيث كانت المقدمة بمثابة دليل لدول الغرب الاستعماري لمعرفة طبيعة سكان العالم العربي٬ والتعرف على العقلية العربية الإسلامية٬ وكيفية التعامل معها.
وقد عددا أولى الترجمات لها٬ وانتقلا إلى اهتمام الطليان على وجه الخصوص بمقدمة ابن خلدون٬ وكذلك خصوصية العلاقة بين الطليان والعرب٬ ثم قارنا بين رؤية العرب والغربيين للمقدمة وتثمين كل من الطرفين لها٬ وعرجا على مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا، المستعرب الإيطالي "ماسيمو كمبنيني" ومؤلفاته وأبحاثه العديدة التي تناولت التراث الإسلامي من دراسات قرآنية وفلسفة إسلامية وتاريخ الدول العربية و...
ثم ننتقل للكتاب المترجم لمسيمو كمبنيني والفصل الأول منه المعنون بــ: (ماضي العالم العربي ومستقبله من خلال مقدمة ابن خلدون) وهنا يمهد الكاتب بالتعريف بابن خلدون نسبه وميلاده وتلقيه للعلوم٬ مشيدا به وبعلمه ومعرفته وفضله وحصافته وعبقريته٬ ويستعرض حياته ومؤلفاته مبيناً الأحداث التاريخية التي كانت تعصف بالعالم العربي في أيامه٬ وعلاقته مع حكام البلاد التي عاش بها والمناصب السياسية التي تقلدها.
ومن خلال حياة ابن خلدون يستعرض أحوال الممالك الإسلامية في تلك الآونة والتي سبقت في كل من بلاد المغرب الحالية ومصر٬ والتي أرخ لها ابن خلدون وحللها في كتابه.
ثم الفصل الثاني بعنوان (مقدمة ابن خلدون بين الفلسفة والسوسيولوجيا والتاريخ) ثم تتابع فصول الكتاب٬ يستعرض فيها المؤلف وبنظرية تحليلية لكتاب ابن خلدون٬ والذي من خلاله يبين التغيرات التي طالت العالم العربي منذ عصر الرسول٬ وانتهاءً بعصر ابن خلدون٬ حيث كان للتغيرات السياسية٬ الأثر الأكبر على أحوال الناس الاجتماعية والمعيشية٬ مفصلاً بأسباب وجذور تلك التغيرات السياسية٬ من دين جامع وعصبية قبلية وسواها.