مع إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني
خبير: مصر تتحلى بإرادة سياسية صادقة لإنجاح مفاوضات سد النهضة
قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن جولة وزير الخارجية سامح شكري الإفريقية تأتى لشرح الوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة وعرض وجهة نظر مصر والتي أبدت مرونة كبيرة خلال المفاوضات على مدى السنوات العشرة الماضية بهدف الوصول لاتفاق قانوني عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة.
وأضاف الصادق: “كما تعمل الجولة على تكوين حشد واتجاه مؤيد لشرعية المفاوضات للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لآلية ملء وتشغيل السد وفض المنازعات المستقبلية”، مشيرا إلى أن وزير الخارجية يصل إلى جنوب إفريقيا ويسلم الرئيس رامافوزا رسالة من رئيس الجمهورية، تتناول الرسالة الوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة وموقف مصر ازاء هذه القضية.
وقال أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الدستور"، إن مصر برهنت خلال اجتماعات كينشاسا الأخيرة على ما تتحلى به من إرادة سياسية صادقة تهدف إلى عمل مسار تفاوضي جاد يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوقها، حيث أنه من شأن التوصل لهذا الاتفاق المنشود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح الصادق أن هذه الجولة تكتسب أهميتها من أنها تأتي في وقت حرج للغاية، حيت تُمهد إثيوبيا للبدء في الملء الثاني بإرادة منفردة ودون اتفاق مع مصر والسودان وقامت بالفعل بفتح المخارج المنخفضة بسد النهضة، وذلك تمهيداً لتجفيف الجزء الأوسط من السد للبدء في أعمال التعلية لتنفيذ عملية الملء للعام الثاني لسد النهضة.
كما أنه كما ذكر البيان الأخير لوزارة الموارد المائية والري المصرية فإن شروع الجانب الإثيوبي في بدء عملية الملء الثاني للسد هو استمرار للنهج المتبع بفرض سياسة الأمر الواقع باتخاذ إجراءات أحادية من شأنها إحداث ضرر بدولتي المصب مصر والسودان، وذلك لغياب آلية تنسيق واضحة بين الدول الثلاث في إطار اتفاق قانوني عادل وملزم.
كانت وزارة الري قد أكدت أن الادعاء الإثيوبى بأن المخارج المنخفضة (Bottom Outlet) وعددها فتحتين قادرة على إمرار متوسط تصرفات النيل الأزرق، هو إدعاء غير صحيح، حيث أن القدرة الحالية للتصرف لا تتعدى 50 مليون م3/يوم لكلا الفتحتين، وهي كمية لا تفي باحتياجات دولتي المصب ولا تكافئ متوسط تصرفات النيل الأزرق، كما أن تنفيذ عملية الملء الثاني هذا العام واحتجاز كميات كبيرة من المياه طبقاً لما أعلنه الجانب الإثيوبي، سيؤثر بدرجة كبيرة على نظام النهر، لأن المتحكم الوحيد أثناء عملية الملء في كميات المياه المنصرفة من السد سيكون هذه المخارج المنخفضة، وسيكون الوضع أكثر تعقيداً بدءاً من موسم الفيضان.