«ديلفري الخير».. مائدة رحمن أهالي العطارين فى «زمن كورونا»
كان الخير يميز هذا الشارع عن غيره من شوارع منطقة العطارين القديمة بوسط الإسكندرية، فمع حلول شهر رمضان المبارك تحل نفحاته ليقدم الخير والزاد على طاولات خشبية تعرفها من قبل الوصول إليها من رائحة الطعام الذكية التي تفوح بالمنطقة.
اعتاد أهالي المنطقة على طقس الخير هذا منذ مايقرب من 20 عاما، لتتجمع عائلات شارع الخير منذ صباح كل يوم رمضاني وتتوزع المهام عليهم لتتشارك الأيدي الصغيرة والكبيرة في محبة وود واهبين أنفسهم ومجهودهم ووقتهم، ليكونوا سبيلا لإطعام غيرهم وإفطار الصائمين.
فهناك من يشتري المواد الغذائية وغيره يستقبله ليجهزها وآخر تطوع بأدوات مطبخية لطهيها لتستلم منهم أيادي شابة توزيع الطعام على الطاولات في استقبال ضيوف الرحمن لمنحهم ثواب المائدة.
ولكن من العام الماضي اختفت كل تلك المظاهر وتبدلت كل أجواء الفرحة هذا العام، بسبب وباء كورونا، ومع الأزمات يزداد الخير هكذا كان تعليق صبحي أحمد، أحد أهالي المنطقة أن البسطاء وضيوف الرحمن الأكثر احتياجا هم أحوج الناس في مثل هذه الأزمات، فنحن تضررنا فما بالك بمن هو أرق منا حالا.
يواصل علي سعد، أحد أهالي المنطقة أن فكرة مائدة رحمن دليفري، كانت هذه الفكرة البديلة التي ابتكرها فاعلي الخير لتستمر مظاهر الإطعام في ظل الإجراءات الاحترازية ولكن حتى لا يتضرر من يحتاجون إلى المساعدة.
ليكمل محمد عبد الرحمن أحد أهالي المنطقة، أن ذات الطبق بمحتوياته التي كانت توضع أمام ضيوف الرحمن هي ذاتها التي تقدم في طبق مغلف، معلقا "في بسطاء اعتادوا على مساعدتهم ومش هينفع نردهم ونكسفهم".
وتقول آيه صلاح، إن الميزة في عملنا الجماعي أنه لا يقتصر على شباب المنطقة وحسب ولكن هناك مشاركة نسائية في عمل الخير الذي أعتدنا على التطوع فيه، ليكون إجمالي المشاركين من أهالي منطقة العطارين ما يقرب من 30 فردًا من مختلف الأعمار.
فهد السيد، أحد اهالي المنطقة، أكد أن المشاركة في مائدة الخير أصبحنا ننتظرها من العام للعام، فهي عامل فارق في نفوسنا نحن وليس على ضيوف الرحمن فقط، وعلى الرغم من أننا مازلنا نتشارك في تقديم وجبات المائدة دليفري الا اننا مازلنا نشتاق لمشهد الطاولات المرصوصة جنبا إلى جنب منتظرة ضيوفها فكانت لها فرحة لا مثيل لها.