موسكو تستدعي القائم بالأعمال في سفارة كييف بعد اعتقال القنصل الأوكراني في بطرسبورج
استدعت وزارة الخارجية الروسية، القائم بالأعمال الأوكراني في موسكو فاسيلي بوكوتيلو، بعد اعتقال جهاز الأمن الروسي القنصل الأوكراني في بطرسبورج، متلبسا أثناء تسلمه معلومات سرية.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية عن موظف بالسفارة الأوكرانية في موسكو (لم تسمه) - تعليقا على اعتقال جهاز الأمن الروسي للقنصل الأوكراني أثناء تلقيه معلومات سرية حول قواعد بيانات الأجهزة الأمنية - "نحن لا نقبل الاتهامات الموجهة"، واعتبرها "استفزاز من جانب جهاز الأمن الفدرالي الروسي".
وكان جهاز الأمن الفدرالي الروسي أعلن - في وقت سابق - عن اعتقال القنصل الأوكراني ألكسندر سوسونيوك، متلبسا في اجتماع مع مواطن روسي عندما تلقى معلومات ذات طبيعة سرية حول قواعد بيانات الأمن الروسي.
وقال جهاز الأمن الفدرالي إن هذا "النشاط يعتبر معاديا لروسيا" ويتعارض مع أنشطة الموظفين في السلك الدبلوماسي.
في زيارته لباريس ولقائه الرئيس الفرنسي على غداء عمل ثم التئام اجتماع ثلاثي «عن بُعد» بمشاركة المستشارة الألمانية، سعى الرئيس الأوكراني لتعبئة الدولتين الأوروبيتين العضوين في ما تسمى «مجموعة نورماندي» من أجل الضغط على الرئيس الروسي وخفض التوتر المتصاعد على حدود بلاده الشرقية وفي شبه جزيرة القرم. وفي الأيام الماضية، عمدت موسكو إلى حشد قوات ضخمة قريباً من الحدود الأوكرانية على خلفية عودة التوتر في منطقة «الدونباس» حيث تتواجه القوات الأوكرانية مع العناصر الانفصالية التي تحظى بدعم روسي. كذلك سعى فلوديمير زيلينسكي لهدف أسمى عنوانه حشد الدعم لانضمام كييف إلى الحلف الأطلسي من جهة وإلى الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
واستبق زيلينسكي اجتماعاته في باريس بالكشف عن مطالبه بلغة مباشرة مستفيداً من حوار أجرته معه صحيفة «لو فيغاور»، وفيه يعرب عن غيظه من «البقاء في غرفة الانتظار» الأوروبية والأطلسية في الوقت الذي تتعرض فيه بلاده «لاعتداء روسي عنيف». ويريد زيلينسكي من الرئيس إيمانويل ماكرون أن يقف إلى جانب مطالب كييف «إذ إن فرنسا بلد كبير وآمل أن توفر الدعم لمتطلباتنا». وبنظر الرئيس الأوكراني، فإن الوقت قد حان «للتسريع» في التحرك و«اتخاذ القرارات» و«عدم الاكتفاء بالخطابات».
ولمن قد يعد أن أوكرانيا بعيدة، فقد ذكر زيلينسكي أن «أمن أوروبا مرهون بأمن أوكرانيا» التي خسرت شبه جزيرة القرم في عام 2014 لصالح روسيا وخسرت مناطق واسعة من شرقي البلاد التي أضحت في وضع شبه مستقل. ومنذ سبع سنوات، تشكلت «مجموعة نورماندي» التي تضم فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا من أجل إيجاد الحلول للأزمة وللعمل على تطبيق ما تسمى «اتفاقات مينسك». إلا أن المجموعة فشلت وكل طرف يرمي المسؤولية على الطرف الآخر.