بدائل موائد الرحمن.. كيف ينوي أهل الخير مساعدة الفقراء في رمضان؟
للعام الثاني على التوالي وبسبب فيروس كورونا، واتباع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره تم منع إقامة موائد الرحمن في شهر رمضان المبارك الذي نحن على مشارف حلوله بعد ساعات قليلة، ومع منع تلك العادة الفضيلة يتساءل الكثيرون حول البدائل التي يمكن أن يقدم من خلالها الخير للصائمين في هذا الشهر الفضيل بدلًا من تلك موائد الخير التي سميت بموائد الرحمن.
الشيخ ربيع حسين أحد علماء الأزهر الشريف قال "للدستور" إن منع موائد الرحمن هذا العام بسبب فيروس كورونا لا ينبغي أن يقلل من الأنشطة الخيرية التي اعتاد أن يقوم بها المسلمين في هذا الشهر المبارك، موضحًا أن منع موائد الرحمن جاء نتيجة للضرورة التي يقتضيها صالح المجتمع، وهو ما حث عليه ديننا الحنيف حيث فإنه من القواعد المقررة في شريعتنا أن "الضرورات تبيح المحظورات".
أكد ربيع كذلك على أنه من الممكن أن تستبدل موائد الرحمن في هذاالشهر الفضيل بتقديم وجبات مغلفة وتوزيعها على الصائيمين، وذلك بشكل يضمن عمل الخير وفي ذات الوقت الامتثال للضرورة الت يفرضها فيروس "كورونا" من منع موائد الرحمن، وأيضًا تقديم الوجبات بالشكل الذي يتفق مع قواعد النظافة والسلامة في الطعام، وذلك أيضًا تجنبًا لتفشي الأمراض.
وأضاف أنه من الممكن توزيع هذه الوجبات على الأقرباء أيضًا، وبذلك فالمؤمن يثاب هنا بأجرين هما أجر صلة الرحم وأجر الصدقة، موضحًا أن الصدقة على الأقارب يترتب عليها، وصولها إلى مستحقيها مقارنة بموائد الرحمن في الشارع التي من الممكن أن تجمع بين الغني والفقير.
كذلك أكد الشيخ أحمد محمد أحد شيوخ الطريقة الجعفرية لـ"الدستور"، أنه سيتم استبدال موائد الرحمن هذا العام بتجهيز وجبات غذائية جاهزة للمريدين والبسطاء، وسيتم توصيلها للمنازل عن طريق متطوعين من أبناء الطريقة بعدد من المحافظات مؤكدًا التزام الطريقة بتعليمات الدولة الخاصة بالتباعد والتشديد على الإجراءات الاحترازية.
الجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف، كانت قد ألغت الاعتكاف في المساجد أو إقامة موائد الرحمن في شهر رمضان المعظم، ويعد هذا العام الثاني في منع الاعتكاف والموائد، في ظل تواجد وباء كورونا في البلاد، بينما قررت إقامة صلاة التراويح بالضوابط الاحترازية، حيث تُقام صلاة القيام في رمضان وفق الضوابط الاحترازية في المساجد التي تقام فيها الجمعة.
ومن جهة أخرى وبعد قرار رئيس الوزراء بحظر موائد الرحمن فى رمضان، حفاظًا على سلامة المواطنين من عدوي فيروس كورونا، شنت أجهزة محافظتا القاهرة والجيزة حملات تنفيذًا لهذا القرار الذي أمر بحظر جميع السرادقات الخاصة بموائد الرحمن لمواجهة كورونا، مع السماح لشوادر السلع الغذائية بشروط وتراخيص يتم الحصول عليها من الأحياء.
ويعد من أهم شروط إقامة شوادر السلع، هي ألا تشغل الطريق العام ويتم اقامتها في الأراضي الفضاء، بالإضافة إلى الحرص على تطبيق الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا.
والجدير بالإشارة إلى أن عدد من الجمعيات الأهلية والخيرية أكدت أنهم سيوزعون وجبات الإفطار على الصائمين دون السماح باستقبالهم بأماكن الموائد، وذلك حرصًا على سلامتهم، ولمنع انتشار فيروس كورونا وتنفيذًا لقرار الحظر.
وقد تواصلت "الدستور" مع بعض أهل الخير الذين اعتادوا المشاركة في موائد الرحمن وكان من بينهم فاطمة حسين "ربة منزل" التي قالت أنها اعتادت كل عام أن ترسل وجبات طعام تقوم هي بتجهيزها إلى إحدى موائد الرحمن التي تقام كل عام جوار منزلها، وفي هذا العام تنوي أن تشارك بوجبات معدة داخل أطباق مغلقة مع المائدة تقدم للصائمين.
كذلك أكدت نبوية أحمد "ربة منزل" أنها تعرف عددًا من الفقراء واليتامى يقطنون جوار منزلها، وستقوم بتقديم وجبات جاهزة مغلفة لهم على الإفطار، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية أثناء ذلك، خوفًا عليهم وعلى أسرتها من انتشار العدوى.