الموكب الذهبي ليس الأول.. رحلات «المومياوات الملكية» من العصر القديم حتى متحف الحضارة
ساعات قليلة ويشهد العالم أجمع موكب نقل المومياوات الملكية؛ في رحلته من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومى للحضارة بمنطقة عين الصيرة، الذي يضم 22 مومياء تعود إلى عصور الأسر الـ17 و18 و19 و20، وأبرزهم مومياوات الملوك رمسيس الثانى وسقنن رع وتحتمس الثالث وسيتي الأول وحتشبسوت وميرت آمون.
وربما لم تك تدري أن هذا الموكب وهذا التنقل لم يك الأول لهذه المومياوات التي شهدت تنقلات عدة وربما لن تكون الأخيرة، في هذا التقرير "الدستور" تعرض لكم رحلة التنقلات المختلفة للمومياوات الملكية وكان أكثر للملك رمسيس الثاني، الذي تنقل لما يقرب من 6 مرات لتكون رحلته السابعة إلى المتحف القومي للحضارة اليوم.
يقول أحمد صالح، خبير الآثار ومدير عام النشر العلمي بأسوان، إن أكثر من تنقل من المومياوات هو رمسيس الثاني من مقبرة والده ثم مقبرة الدير البحري إلى خبيئة الدير البحري ومن متحف بولاق إلى متحف الخديوي إسماعيل، ثم المتحف المصري وأخيرًا متحف الحضارة اليوم.
وأوضح صالح، في تصريح لـ"الدستور"، أن المومياوات التي ستنطلق اليوم في الموكب من المتحف المصري بالتحرير وحتى مقرها الجديد بمتحف الحضارة بعين الصيرة، فهي ليست الرحلة الأولى لهم وربما ليست الأخيرة، موضحًا أن هناك تنقلات في عهد الفراعنة وناقلات أخرى في العصر الحديث.
تنقلات المومياوات في عصر الفراعنة
أما عن التنقلات التي انتقلت فيها المومياوات في عصر الفراعنة، فيوضح "صالح" أنها كانت بسبب كثرة اللصوص وخوفًا عليها من السرقة، وذلك بسبب تعرض المقابر الملكية في أواخر الأسرة التاسعة عشرة للعديد من السرقات والعشرين، ورغم تشديد الحراسات عليها من الكهنة، فإنها لم تنجح في منع اللصوص من هنا جاء قرار نقلها.
وأضاف أن من هذا المنطلق قرر الكهنة وضع المومياوات في أماكن مجمعة كي تسهل حراستها لوجود صعوبة في حراسة المقابر متفرقة، عندها اختاروا عدة مقابر منها مقبرة حور محب التي كانت تمثل خبيئة صغيرة ومقبرة سيتي الأول، ورغم هذا استمرت جرائم السرقات للمومياوات فقرر الكهنة نقلها مرة أخرى إلى مقبرة انحابي وهي زوجة سقنن رع في الدير البحري على بعد 2 كم من المقابر الملكية.
واستكمل "صالح" أنه رغم هذا استمرت السرقات فقروا نقلهم إلى أماكن يصعب الوصول إليه، وهنا جاء التفكير في خبيئة الدير البحري خلف الجبل حتشبسوت وكان صعب الوصول إليها لأنها مكان عميق للغاية، وكان هذا آخر تنقل لها في عصر الفراعنة واستقرت بها.
رحلة المومياوات في العصر الحديث
أما عن تنقلات المومياوات في العصر الحديث، فسرد الخبير الأثري أنه عام 1881 عندما تم اكتشاف خبيئة الدير البحري تم نقل هذه المومياوات ورغم أننا لم نرصد أو نشاهد هذا الموكب ولكن "جسده شادي عبدالسلام في فيلم المومياء كصورة مما حدث".
وحكى صالح هذا التجسيد الذي كان في موكب كبير وفي طريقهم إلى النيل والمواطنين وخاصة السيدات ينوحون ويصيحون "يصوتون" على الطريقين أثناء سير الموكب على أنها جنازة، وتم وضعها في المركب ونقلها إلى القاهرة.
واستكمل أن كان هناك خبيئة أخرى تم اكتشافها عام 1998 وهي مقبرة 35 في وادي الملوك وكانت في عهد الملك امنحوتب الثاني وتم إيجاد 16 مومياء بها وتم نقلها، وتعرض جزء منها للسرقة وفقدت منها جثة الملك ست نق وهو مؤسس الأسرة العشرين، ثم تم نقل المومياوات الـ16 إلى المتحف المصري الذي كان مقره في بولاق، وعندما حدث فيضان النيل تعرضت بولاق للغرق، وتقرر نقل المتحف إلى قصر الخديو إسماعيل بجوار حديقة الأورمان وتم نقل المومياوات جميعها الملكية وغير الملكية إلى هذا المقر الجديد، وعندما تأسس المتحف المصري عام 1902 في التحرير، تم نقل المومياوات من جديد إليها.
نقطة غامضة في تاريخ المومياوات
وأشار صالح إلى أن هناك نقطة غامضة في تاريخ نقل المومياوات والبعض يعتبرها مشروعًا لنقلها وآخرون يعتقدون أنها انتقلت بالفعل إلى ضريح سعد زغلول في فترة حكم الملك فؤاد الأول ولكن ليس هناك معلومات واضحة ومؤكدة عن هذه الحقبة.