إرهاب .. إرهاب .. إرهاب!

الإرهاب ليس غريبا، عايشناه وقاسيناه، منذ أمد طويل، عرفناه عام 1954، بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية، وعرفناه عام 1965 عندما تم ضبط متفجرات وخطط لتفجير القناطر الخيرية

حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية فى المنصورة يوم 23 ديسمبر 2013، يضاف إلى سلسلة من الحوادث الإرهابية التى منيت بها مصر، داء كالجرب ليس من التخلص منه إلا بالدأب والمثابرة، تعانى مصر من هذا الداء منذ أن عرفت التنظيمات الإسلامية، بداية من تنظيم الإخوان المسلمين عام 1928، حتى جماعة أنصار الجهاد فى سيناء أحدث تنظيم جهادى تشكل فى غيبة من الأمن عام 2012، وهو تابع للتنظيم الأصلى الذى أسس تحت مسمى «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين»، القاعدة، الذى كان يقوده أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهرى.

جماعة أنصار الجهاد فى سيناء، نموذج ظهر فى عدة أماكن، منها «تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب»، حيث يعد تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب امتداداً فكرياً وأيديولوجياً لتنظيم القاعدة المركزي.وتنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى».

وهذا التنظيم على علاقة وثيقة بتنظيم «جيش الاسلام الفلسطينى» الموجود فى غزة، حيث ثبت من واقع التحقيقات أن «تنظيم انصار الجهاد» فى سيناء مدعوم من جيش الإسلام فى قطاع غزة، حيث لعب جيش الإسلام دوراً مهما وأساسيا، فى تجنيد وتدريب عناصر «أنصار الجهاد» فى سيناء، الذين تلقوا تدريبا قتاليا على أعلى مستوى، فى قطاع غزة قبل وبعد الثورة، مع جيش الإسلام فى منطقتين بقطاع غزة، هما: تل سلطان برفح الفلسطينية، وخان يونس. وكانت أعداد قليلة من أعضاء التنظيم قد تلقت تدريبا فى قطاع غزة قبل الثورة، وذلك من خلال تسللهم إلى غزة عبر الأنفاق.

الحديث عن الإرهاب، لا يكون بمعزل عن الحديث ذكر الإخوان المسلمين، والجهاد، والجماعة الإسلامية، فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، تنظيم القاعدة، والتكفير والهجرة، وأنصار بيت المقدس، وجبهة النصرة وداعش التى تجمع الدولة الإسلامية فى العراق والشام، والتى خرجت من تنظيم القاعدة ومؤخرا أصدر أيمن الظواهرى فتوى، بفصل جبهة النصرة عن العراق والشام وخصص النصرة لسوريا، والتانية للعراق.

الإرهاب ليس غريبا، عايشناه وقاسيناه، منذ أمد طويل، عرفناه عام 1954، بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية، وعرفناه عام 1965 عندما تم ضبط متفجرات وخطط لتفجير القناطر الخيرية، وقتها تم اعتقال كل المتورطين. ولم تقم لهم قائمة حتى جاء أنور السادات، وقتها سمح لهم بالعمل، وأعاد كوادرهم من الخارج، وبدأت حركة شديدة الذكاء للكمون وجمع المال وتأسيس شركات والتغلغل فى أركان الدولة ونقاباتها وأجهزتها.

وفى 6 أكتوبر عام 1981 قامت الجماعة الإسلامية ومعها تنظيم الجهاد باغتيال الرئيس السادات.

وبعدها بيومين وفى 8 أكتوبر قامت الجماعة الإسلامية باقتحام مديرية أمن أسيوط وكان فى يوم عيد الأضحى. وقال عنها أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة إنها «انتفاضة عاطفية» ذات نصيب متواضع من التخطيط.. «فقد جاءت متأخرة عن قتل السادات بيومين.. كما كانت تستند إلى خطة غير واقعية». وللحديث بقية.

■ خبير أمنى