«لو كان عايش» هل يتجه «حليم» لغناء المهرجانات؟
تمتع العندليب عبدالحليم حافظ "21 يونيو 1929- 30 مارس 1977" بذكاء متقد قاده للتربع على عرش نجوم الغناء في فترة شهدت ميلاد العديد من كبار المطربين.
وما ساعد "حليم" على الحفاظ على نجوميته لفترة طويلة هو مواكبته لكل جديد في عالم الغناء، وفي ذكرى وفاته نطرح سؤالًا: "إذا كان حليم بيننا خلال هذه الفترة هل كان سيتجه لغناء المهرجانات؟".
يقول الموسيقار الكبير محمد سلطان: "عبدالحليم كان فنانًا ذكيًا، وهذا من أسباب نجاحه طوال سنواته في عالم الغناء، وهو ما يجعل تفكيره في هذا الأمر مستحيلًا، فهو لا يقدِّم بضاعة الآخرين، وكان مؤمنًا بطريقه تمامًا، ويسير عليه دون أي التفاف للآخرين".
ويضيف "سلطان" لـ"الدستور": "عبدالحليم لم يكن يقلِّد عدوية.. هذا أمر مفروغ منه، لكنه طوّر من أعماله الفنية، فعدوية كان له جمهور مختلف تمامًا عن جمهور عبدالحليم وعبدالوهاب والقامات الكبيرة التي جعلت شكل الغناء أفضل وأفضل طوال الوقت".
وعن أغاني المهرجانات، يقول "سلطان" إنَّ أغاني المهرجانات لن تستطيع الصمود كثيرًا لأن "الجمال يسود في النهاية، ولدينا شعب واع وذوّاق فهذه الفقاعات التي تسمى (المهرجانات) لا تعبر عن ذائقة المصريين ولا يصح إلا الصحيح والجمال هو ما سوف يسود في النهاية".
ويقول الناقد الموسيقي محمود فوزي السيد: "إنَّ عبدالحليم بالتأكيد كان شخصًا ذكيًا، فعندما شاهد الفنان محمد رشدي يقدَّم فنًا مختلفًا مع بليغ حمدي، قرر أن يستعين بعبدالرحمن الأبنودي ليقدما سويًا أغنيات شعبية انتشرت في هذه الفترة لمواكبة العصر".
ويضيف: "الغناء الشعبي هو لون من أنواع الغناء ومعترف به، لكننا إلى وقتنا الحالي لم نستطع أن نعترف بالمهرجانات بأنه نوع من أنواع الغناء، لكنه نوع من أنواع المزيكا له طبيعة وشكل معينين وكلام يختلف في كل عمل، وهذا مستحيل أن يقوم العندليب بتقديمه على الإطلاق".
ويتابع: "عندما قدَّم عبدالحليم الأغاني الشعبية قدَّم (سواح) و(على حلم وداد قلبي) وغيرها، لكن من المستحيل أن يقدِّم الكلمات الغريبة التي تُقدَّم خلال هذه الفترة، والكلام حول هذا الموضوع من قبل البعض أمر غير مقبول وقد رأيت بعض التصريحات في هذا الصدد".
واختتم قائلًا: "أغاني المهرجانات موضة ومستمرة، ولا نعلم حقيقةً متى تنتهي".