«يد المخربين».. «بلف الخطر» و«الجزرة» كلمة السر في كوارث القطارات
"سحب بلف الخطر" هو سبب حادث قطاري سوهاج الذي راح ضحيته إلى الآن 32 شخصًا، وإصابة 114 آخرين هكذا كان أول تعليق لوزارة النقل حول الواقعة المأسوية التي شهدتها محافظة سوهاج اليوم الجمعة، لذلك تواصلت "الدستور" في تقريرها مع الخبراء لمعرفة ما هو بلف الخطر؟ وما خطورته؟ ومن يستطيع التحكم به؟
رئيس هيئة السكك الحديد الأسبق: لابد من عقوبة رادعة للعابثين
سمير نوار رئيس هيئة السكك الحديدية الأسبق أوضح لـ"الدستور" أن هناك داخل كل عربة قطار ما يسمى ببلف الخطر، وهو عبارة عن "مربع حديدي" باللون الأحمر وهو أحد عوامل الأمان الهامة داخل القطار، مشيرا إلى أن وظيفته تتمثل في إيقاف العربة الموجود بها، موضحا أنه معد خصيصًا للاستخدام في حالات الطوارئ فقط، مثل الأعطال أو نوم السائق أو وفاته.
وقال رئيس الهيئة الأسبق إنه مع الأسف يُساء استخدامه من قبل بعض العابثين من الركاب الذين يكسرون اللوح الزجاجي الموجود أعلاه ويقومون بسحبه لإيقاف القطار عنوة، وهو الأمر الذي وصفه بأنه قد يترتب عليه حوادث مفزعة فإيقاف عربة واحدة قد يسبب انقلاب القطار بشكل كامل خاصة في حال سيره مسرعًا.
وشدد نوار على ضرورة وضع قوانين حازمة ورادعة ضد هؤلاء المخربين، من شأنها توقيع عقوبات شديدة عليهم وعلى كل من تسول له نفسه الإقدام على عمل مثل الأفعال التخريبية، مسببًا ضياع عشرات الأرواح البريئة.
كما أكد ضرورة وجود مراقبة شديدة على سلوك الراكبين داخل القطارات لسرعة التعامل في مثل هذه المواقف دون أن تصل الأمور إلى حد وقوع الكوارث.
ركاب: نرى العبث ببلف الخطر كثيرًا خاصة من الباعة
المواطن كرم علي أحد مستخدمي القطارات بشكل مستمر يقول في حديثه لـ"الدستور" إنه رأى بالفعل عبث بعضًا من المواطنين وأغلبهم من البائعين – على حد وصفه- يقومون بنزع بلف الهواء "بلف الخطر"، مشيرًا إلى أنه في أحد المرات رأى أحد الباعة يقوم بهذه الحركة الأمر الذي تسبب في أن عجل القطار "شاط "- على حد قولوه بسبب ضغط الهواء وكاد أنو يوقع كارثة "لولا أن ربنا ستر".
كذلك أكد الدكتور يسري عطية وهو أحد مستخدمي القطارات بكثرة قائلًا: "أنا باستخدم القطر بصفة مستمرة، ولاحظت قيام البعض كثيرًا بسحب بلف الهواء خاصة من الباعة الجائلين وبعض الشباب المستهتر"، موضحًا أن هذا الأمر يتسبب في إيقاف القطار بشكل مفاجئ بالفعل، وكاد كثيرًا أن يتسبب في حوادث مروعة أمام عينيه.
أحد فنيي القطارات: "الجزرة" بنهاية القطار أكثر خطورة من "البلف"
محمد بسيوني عامل كهرباء بالقطارات أكد أن بلف الخطر بالفعل ضمن أحد العوامل التي تتسبب في إيقاف عربة القطار على الفور بشكل كامل، ولكنه تابع بقوله أن كل المرافقين لرحلة القطار وما يطلق عليهم "مصطحب" سواء كانوا فنيين أو عامل البوفيه أو الكمسري مدرب ولديه دراية عن كيفية التعامل مع سحب "بلف الخطر".
وهنا أكد محمد أن الخطورة الأكبر تتمثل فيما يسمى "بالجزرة" وهي ما تشبه "محبس الهواء" وهي موجودة بآخر عربة القطار، وهي مسئولة عن تزويد القطار بالهواء اللازم لسريانه، موضحًا أن هناك بعضًا من العابثين الذين يتسلقون أعلى القطار من الخارج، ويركبون أعلى أخر عربة به، يستطيعون أن يقوموا بإنزال هذه "الجزرة" إلى الأسفل بسهولة ومن ثم يتسبب ذلك في إيقاف القطار بشكل كامل ومفاجئ.
وأوضح أن بلف الخطر داخل العربة يمكن بسهولة السيطرة عليه واكتشاف العبث به من قبل أيًا من المصطحبين، أما "الجزرة" الموجودة بأخر عربة فمن الصعوبة شيئًا ما اكتشاف العبث بها من قبل سائق القطار، وفي حال فتحها مرة أخرى لتزويد القطار بأكمله بالهواء مرة أخرى لإعادة سير القطار يستغرق الأمر عدد من الدقائق الأمر الذي يستوجب على السائق حينها إنذار القطار التالي بأنه متوقف أي يفتح ما يسمى بـ"السيمافور"، وهي إشارة الوقوف لكي لا يحدث تصادم.
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للسكك الحديدية ذكرت أنه نتيجة شد بلف الخطر" توقف القطار، وفي هذه الأثناء وفي تمام الساعة 11.42 تجاوز قطار 2011 مكيف أسوان - القاهرة سيمافور 709 واصطدم بموخرة آخر عربة بقطار 157، مما أدى إلى انقلاب 2 عربة من مؤخرة قطار 157 المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات.
كما أكد الفريق المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أنه أمر بفتح تحقيق عاجل لمعرفة جميع الأسباب الحقيقية وراء حادث تصادم قطاري مركز طهطا بسوهاج، مشددا على أنه سيكون هناك حساب عسير للمتسببين في وقوع الحادث، كما أوضح أنه تم تشكيل لجنة فنية لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وقع حادث التصادم.