بعد حملة "أبو يائير".. هل سينجح نتنياهو في جذب الناخبين العرب؟
بعد أن أعلن السياسي الإسرائيلي "جدعون ساعر" انشقاقه عن حزب الليكود، وأسس حزب جديدة باسم "الأمل الجديد"، واستطاع جذب بعض أصوات اليمين الغاضبين من بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود، وحقق "ساعر" في الاستطلاعات أرقام بدأت ب 13 مقعد ثم انخفضت إلى 10 مقاعد، بدأ "نتنياهو" حملة "مغازلة" للجمهور العربي في إسرائيل، بهدف الحصول على مقعدين أو ثلاثة في الكنيست من المجتمع العربي في الانتخابات المُرتقبة في 23 مارس الجاري.
أجرى "نتنياهو" عدة زيارات لمدن عربية (الناصرة وأم الفحم والطيرة)، وألتقى سكانها وشجعهم على التصويت له، كما شجعهم على التطعيم بلقاح كورونا، وفي إطار حملته الدعائية دشَن صفحة باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف عرب 48، ونشر فيديوهات تحدث فيها بالعربية، وغازلهم من حين لآخر، وأطلق على نفسه لقب "أبو يائير".
من "العرب يتدفقون" إلى "صوتوا لي"
كان الجمهور العربي في إسرائيل غاضبين من "نتنياهو" بسبب واقعة تعود إلى انتخابات 2015، عندما قال يوم الانتخابات موجهاً حديثه إلى "جمهور اليمين": "اذهبوا إلى التصويت فالعرب يتدفقون إلى صنادق الاقتراع"، وخلال زيارته إلى الناصرة، قال "نتنياهو" إن الفيديو الذي تم بثه عام 2015 تم تحريفه من قبل خصومه السياسيين.
قال "نتنياهو": " لقد حرفوا كلماتي، نيتي لم تكن الاعتراض على تصويت المواطنين العرب في الانتخابات بحد ذاته"، بل الاعتراض على تصويتهم للقائمة العربية المشتركة".
وأضاف: "إذا كان بإمكان اليهود والعرب الرقص معاً في شوارع دبي، فيمكنهم الرقص معاً هنا في إسرائيل. اليوم تبدأ حقبة جديدة من الازدهار والتكامل والأمن"، مشيرا إلى اتفاقيات التطبيع الموقعة مؤخرا بين إسرائيل وأربع دول عربية.
تكتيكات نتنياهو
الهدف الذي وضعه الليكود من حملة "أبو يائير" مزدوجاً، إذ أن كل صوت عربي يذهب إلى الليكود هو صوت يتم انتزاعه من أصوات المعسكر المضاد وهو معسكر الأحزاب المناهض لاستمرار حكم نتنياهو، وبناء على ذلك، فإن مثل هذا الإنجاز سيكون مضاعفاً في حال النجاح في تجنيد هذا الكم من الأصوات العربية، إذ يلزم لنتنياهو قرابة 60 ألف صوت عربي ليحصل على مقعدين إضافيين.
وفي إطار الحملة الانتخابية التي أدارها حزب الليكود في القطاع العربي تم شن هجوم على القائمة المشتركة، وتم عرض أعضاء الكنيست من هذه القائمة كسياسيين فاشلين لا يقدمون أي مساعدة إلى ناخبيهم.
في يناير نشر معهد "ستاتنت" استطلاعاً للرأي حول لمن سيصوت العرب في حال تفككت القائمة المشتركة، وجاءت النتائج أن 25.1% من الذين شملهم الاستطلاع أجابوا بأنهم سيصوتون لأحزاب يهودية.
ما الذي تغير وجعل ربع المجتمع العربي يعلن أنه ينوي التصويت لأحزاب يهودية؟ أولاً، يبدو أنها إرادة الجمهور العربي للتأثير في اللعبة السياسية في إسرائيل، بعد أن تبين أنه ليس في إمكانهم فعل ذلك بواسطة القائمة المشتركة، بغض النظر عن عدد مقاعدها.
سبب آخر وهو النزاع المستمر بين مكونات القائمة المشتركة، وفقدان الجمهور العربي الثقة في نواب القائمة المشتركة.
إشكاليات تقارب الليكود مع العرب
خلال الأسابيع الأخيرة ازداد التقارب بين حزب الليكود والحركة الإسلامية في إسرائيل، والذي بدأ يتصريحات منصور عباس نائب رئيس الحركة الذي عبر عن تماهيه مع اليمين الإسرائيلي، معرباً عن اتفاقهمها في عدة ملفات منها ملف "المثليين".
وهنا سيُطرح سؤال هام: هل بإمكان نتنياهو أن يمنح حقيبة وزارية لمنصور عباس في حكومته المقبلة؟ وهو كما يبدو تحدي كبير، ومن الصعب أن يقبل شركاء نتنياهو من اليمين بهذا.
والسؤال الثاني: هل سينجح نتنياهو في جذب اصوات العرب؟، إذا نجح فسيكون هذا وكأننا شاهدنا ساحراً يقطع امرأة إلى نصفين ويعيدها كما كانت في السابق. ولن يعد باستطاعة أحد أن ينكر أنه السياسي الأكثر ذكاء منذ قيام إسرائيل عام 1948.
ونتيجة ذلك، أنه سيكون ولأول مرة هناك اندماج حقيقي بين الجمهور العربي والأحزاب اليهودية، وسيكون لأول مرة يصوت عرب 48 بكثافة لحزب يهودي يميني، وليس لأحزابهم العربية، وربما تفتح التجربة الباب أمام أحزاب أخرى في أعقاب نتنياهو لتسعي وراء العرب ووضعهم في أماكن مضمونة في قوائمها.