«عين العدالة».. قصص جرائم محيرة كشفتها كاميرات المراقبة
في أكتوبر 2020، تعرضت فتاة لحادث شنيع أثناء سيرها في منطقة المعادي، حين اصطدمت بسيارة أجرة يستقلها ثلاثة شباب، تطاولوا عليها بالأيدي، لتسقط الفتاة تحت عجلات السيارة، وتُسحل لعدة أمتار.
وبعد دقائق معدودة، لقيت الفتاة حتفها متأثرة بكسور في الجسد، الشارع كان مظلما، لا يوجد به أحد سوى الجناة والضحية، وسرعان ما امتلأ بالسكان فور سقوط الفتاة على الأرض، بعد أن هرب الجناة بعيدًا.
السؤال الذي تبقى في تلك القصة، من كان سيكشف هوية الجناة؟، الإجابة هي كاميرات المراقبة، التي كشفت هويتهم أمام الجميع في أقل من ثانية، ليتم إلقاء القبض عليهم في اليوم التالي من الجريمة.
هذا أيضًا ما حدث في قصة "طفلة المعادي"، التي وقعت ضحية التحرش الجنسي على يد رجل أقل ما يقال عنه أنه غير بشري، لا يملك أي قيم إنسانية أو دينية، وكانت كاميرات المراقبة هي الدليل الوحيد في إثبات جريمته الدنيئة أمام الجميع.
ودائمًا ما تكون كاميرات المراقبة هي الشفرة الوحيدة التي تستطيع فك أي لغز يواجه القضاة في إثبات جريمة الجناة تجاه قضية ما، فهي تكشف جميع الكواليس المتعلقة بالجريمة، وتشمل أيضًا تفاصيل لا يستطيع حكيها أي شخص قد يكون شاهد على الواقعة، وتتطرق "الدستور" في السطور التالية إلى هذا الملف تحديدًا، من خلال عرض حكايات لأشخاص واجهوا جرائم، وكانت كاميرات المراقبة هي كلمة السر في إنصافهم أمام المحاكم، أو على الأقل استرداد حقوقهم التي ضاعت على أيدي المجرمين.
- سرقة منزل.. والجاني أحد الأقرباء
القصة الأولى كانت في منطقة فيصل، حيث تعرض أحد السكان لسرقة منزله بشكل كامل أثناء تواجده بالخارج يومًا ما، وحين عاد إلى المنزل اكتشف أن السارق استخدم المفتاح الرئيسي للباب، دون أي علامات لكسر الباب أو ترك آثار للجريمة.
الدهشة عمت في المكان، والزوجة كانت في أشد لحظات الغضب، تصرخ بصوتِ عالِ: "مين سرق بيتي، أنا هفتش العمارة كلها"، راودتها فكرة أن هناك شخصًا ما في العقار هو من تسلل إلى منزلها وسرقه دون أن يلاحظه أحد، فالساعة كانت تقرب من السابعة مساءً حينها، ولم يلاحظ حارس العقار أي شخص غريب قد دخل أو خرج حاملًا في يديه ما تم سرقته من أجهزة ثقيلة مثل شاشات التلفزيون.
الحل الوحيد كان في إحدى الكاميرات السرية التي تواجدت داخل محل على ناصية الشارع، لكنهم كانوا ينتظرون صباح اليوم التالي، حين يأتي صاحب المحل ويقوم بتفريغ الكاميرات، وبمجرد تشغيل الكاميرات سرعان ما اكتشفوا هوية الجاني الحقيقية.
الصدمة كانت قوية حين اكتشفوا الضحايا أن الجاني هو أحد أقاربهم الذين كانوا يترددون عليهم من حين لآخر، واستغل انشغالهم في أحد الأيام ليسرق المفتاح ويطبع له نسخة جديدة ثم يضعه مكانه مرة أخرى، وكان هو الشخص الوحيد أيضًا الذي يعلم مكانهم في وقت حدوث الجريمة.
- اكتشاف سرقة سيارة.. والفضل للكاميرا
على بعد 200 متر من ذلك الحادث، شهدت المنطقة واقعة أخرى لكن من نوع أخر، ففي الخامسة صباحًا، كشفت كاميرات المراقبة سرقة إحدى السيارات من أمام المنزل أثناء استغراق الأهالي في النوم، واكتشفوا الواقعة حين تجمهر بعض السكان في مكان الحادث، لمساعدة الضحية في الوصول إلى السارق، وكان الحل يكمن داخل إحدى المحال التي وضعت كاميرات سرية لمراقبة الشارع.
وأثناء جولة "الدستور" في المنطقة، اكتشفنا انتشار كاميرات مراقبة في كل مكان، بعد ارتفاع نسبة الجريمة بها، فالمنطقة كانت تشهد واقعتين سرقة على مدار الأسبوع الواحد، حتى قرر جميع السكان تنسيق الأمر فيما بينهم، ووضح حل لتلك المشكلة، وبعد اصطياد الجناة عبر كاميرات المراقبة، انخفضت نسبة السرقة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.
يقول مايكل، أحد سكان المنطقة، إنه أول من رحب بوضع كاميرا مراقبة أمام المحل الخاص به، والذي يتواجد أسفل منزله، وكاد أن يتعرض للسرقة من قبل، لكنها باءت بالفشل، حين حاول الجناة فتح جراج المحل وفشلوا في كسر القفل، لكن كاميرات المراقبة لم تكشف عن هويتهم، كونهم ارتدوا كمامات سوداء أثناء تنفيذ جريمتهم.