الصين تدعو واشنطن للعمل نحو التطوير الصحي والعلاقات الثنائية
قال رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)، لي كه تشيانغ، اليوم، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة بذل قصارى جهودهما من أجل التطوير الصحي والمستدام للعلاقات الثنائية.
وأضاف تشيانغ - خلال مؤتمر صحفي في ختام الدورتين السنوية لأعلى هيئتين استشارية سياسية وتشريعية في العاصمة الصينية (بكين) - أن الصين تأمل أن يعمل البلدان وفقا للروح التي تجلت في المحادثة الهاتفية التي جرت مؤخرا بين الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، وأن يحترم كلا البلدين المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية الخاصة بالبلد الآخر، ويمتنع عن التدخل في شئونه الداخلية.
وتابع تشيانغ: أن لدى الصين والولايات المتحدة الكثير من المصالح المشتركة، وأن البلدين بوسعهما التعاون في الكثير من المجالات، وأن الصين والولايات المتحدة، باعتبار الأولى أكبر دول نامية في العالم والثانية أكبر دول متقدمة في العالم، ستربحان من التعاون، لكنهما ستخسران جراء المواجهة.
وحول مسألة تايوان، قال رئيس مجلس الوزراء الصيني إن الصين ستواصل تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، وإعادة التوحيد السلمي للبلاد، ومعارضة أي شكل من أشكال الأنشطة الانفصالية التي تسعى إلى ما يسمى "استقلال تايوان" أو التدخل الأجنبي في الشئون عبر المضيق.
وبشأن الاقتصاد، أشار تشيانغ إلى أن الصين ستواصل دعم التجارة الحرة القائمة على قواعد منظمة التجارة العالمية، لافتا إلى أن الصين تعتزم الحفاظ على استمرارية السياسات الاقتصادية الكلية واستدامتها هذا العام، للحفاظ على تشغيل الاقتصاد في نطاق ملائم.
ونوه تشيانغ إلى أن معدل النمو الاقتصادي المستهدف في عام 2021 وتتجاوز نسبته 6%، ليس معدلا منخفضا بالنظر إلى حجم الاقتصاد الصيني، وأن هذا المعدل المستهدف تم تحديده من أجل توجيه التطلعات الاقتصادية نحو دعم أساس التعافي الاقتصادي وتحقيق تنمية عالية الجودة.
وأوضح تشيانغ أن معدل النمو المستهدف ليس شيئا بالغ الصعوبة في تغييره، وربما تحقق الصين نموا أسرع عند اكتمال الصورة بنهاية هذا العام، مشيرا إلى أن الاقتصاد ينمو منذ العام الماضي وسط ظروف لا يمكن مقارنتها بالأوضاع السابقة، وأن هناك الكثير من الشكوك حول التعافي الاقتصادي العالمي، وأنه يتعين أن يتوافق المعدل المستهدف مع ما تستطيع البلاد تحقيقه خلال العام المقبل والعام الذي يليه؛ لتفادي التقلبات الجامحة في الأداء الاقتصادي والحفاظ على استقرار توقعات السوق.
وتابع: "النمو السريع للغاية لن يكون مستداما، نحتاج إلى وتيرة ثابتة ومستقرة لاستدامة التنمية الصينية على المدى الطويل".
وأكد تشيانغ أن الصين ستعمل على تقصير القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي بشكل أكبر وكذلك توسيع الانفتاح في قطاع الخدمات.
وحول هونج كونج، شدد رئيس الوزراء الصيني على أن القرار الذي اتخذته الهيئة التشريعية العليا الصينية بشأن تحسين النظام الانتخابي لمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، سيساعد في ضمان تطبيق مبدأ "الوطنيون يديرون هونج كونج" وتحقيق التطور المطرد والمستدام لمبدأ "دولة واحدة ونظامان".
وأعرب تشيانغ عن أمله في أن يتكاتف أهالي هونج كونج من جميع مناحي الحياة للتغلب على فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في وقت مبكر، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وتحسين رفاهية السكان من أجل الازدهار والاستقرار للأجل الطويل في هونج كونج.
وبشأن منشأ فيروس كورونا، أكد تشيانغ أن الصين مستعدة لمواصلة العمل مع منظمة الصحة العالمية من أجل تعقب منشأ فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأضاف أن الصين حافظت على تواصل مع المنظمة ووفرت الدعم لبعثة المنظمة خلال عملها في الصين بشأن تعقب منشأ الفيروس، مشددا على أن الجانب الصيني تصرف على نحو قائم على الوقائع ووفق نهج منفتح وشفاف وتعاوني.
واختتم اليوم الاجتماع الرابع للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، حيث وافقت الهيئة التشريعية العليا الصينية على الخطة الخمسية الـ14 والخطوط العريضة للأهداف الطويلة المدى لعام 2035، حيث تضم الأهداف طويلة المدى لعام 2035 تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي والزيادة الكبيرة للقوة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، والقوة الوطنية الشاملة، والتحسين الجذري للبيئة الإيكيولوجية، وتحقيق هدف بناء الصين الجميلة بصورة أساسية، وتشكيل نمط جديد للانفتاح على الخارج، وزيادة واضحة للمزايا للمشاركة في التعاون والمنافسة الاقتصادية الدولية، والوصول بإجمالي الناتج المحلي إلى مستوى الدول المتقدمة من الفئة المتوسطة، وتحقيق تقدم جوهري واضح في الرخاء المشترك للشعب كله.