«هزم الشائعات».. كيف ساهم «تكافل وكرامة» في تغيير حياة المستحقين؟
رغم أزمة جائحة كورونا والتي كان له آثار وتداعيات سلبية على اقتصاديات العالم أجمع، خاصة بسبب توقف العديد من الأنشطة والمهن والوظائف التي أضرت بملايين الأسر، إلا أن مصر وقيادتها لم تستسلم لهذه التداعيات واستكملت طريقها في البحث عن الأسر الأكثر استحقاقًا للدعم النقدي المشروط تكافل وكرامة لتضيفهم إلى هذا المشروع الذي أنقذ مئات الأسرة.
الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أوضحت أن عدد الأسر المستفيدة من برنامجي تكافل وكرامة ارتفع إلى 3.8 مليون أسرة، حيث شهد هذا العام إضافة أكثر من 600 ألف أسرة جديدة إلى هذا المشروع، وإجمالي المستفيدين من الدعم النقدي فقط، وصل إلى 3.8 مليون أسرة بإجمالي 14.2 مليون مواطن.
وكان لهذا النجاح متربصين ومروجين شائعات سعوا للنيل منه والتشكيك فيه، بإطلاق شائعات مفاداها أن الدعم النقدي لبرنامج "تكافل وكرامة" يقدم لغير مستحقيه، الأمر الذي نفاه المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ووزارة التضامن الاجتماعي، مؤكدة استمرار صرف الدعم النقدي بشكل طبيعي ومنتظم لكافة الأسر المستحقة والمنطبق عليها شروط الاستحقاق، حيث يتم عمل مراجعة دقيقة لجميع بيانات المسجلين بالبرنامج مع إجراء زيارات ميدانية بشكل دوري؛ للتأكد من عدم حدوث أي أخطاء تؤدي لاستبعاد أي أسر مستحقة أو إدراج أسر غير مستحقة.
أم خالد: «موظفة الشؤون قالتلي إن معاش تكافل هيقف عشان تعليم عيالي انتهى»
في زيارة ميدانية لأخصائية الشؤون الاجتماعية لمنزل "أم خالد" في أغسطس الماضي أبلغتها أنه من الشهر القادم لن تحصل على معاش تكافل وكرامة الذي كانت تحصل عليه منذ أعوام، وكان يعينها على تربية وتعليم أبناءها الستة الذين تكلفت بتربيتهم بعد وفاة زوجها، وكرست هي حياتها من أجلهم لتعليمهم وإلحاقهم بالجامعة، ونجحت بالفعل عندما تخرج ابنها الأكبر من كلية السياحة والفنادق والابن الذي يليه من كلية الهندسة، والابنة الثالثة تخرجت في كلية التجارة، والرابعة تدرس بكلية رياض الأطفال.
وتحكي أم خالد إن ابنيها الاثنين الاخرين التوأم كانوا في المرحلة النهائية للثانوية العامة، ونجح كلاهما بمجاميع أهلتهما للالتحاق بكليات التجارة والحقوق خلال طريق طويل محفوف بالدروس الخصوصية والالتزامات المدرسية لم تقبل أن تتلق مساعدات مادية من أي شخص يعرضها عليها، "مسؤولة الشؤن قالت لي أن كدا مش هاخد معاش تكافل وكرامة تاني لأن ولادي خلصوا تعليم أساسي".
توضح أم خالد أنها حصلت على المعاش بعد وفاة زوجها منذ 18 عام إلى جانب عملها في عدة مهن مختلفة للمساعدة في تربية أبنائها وتعليمهم التعليم الجيد الذي يؤهلهم لمستقبل مرموق "عشان ميقولوش أبوهم مات وأمهم خابت في تربيتهم"، مضيفة أن المعاش منذ عدة أعوام انتقل ليصبح ضمن تكافل وكرامة "قالولنا مع الوقت هيزيد عشان كدة ضافونا فيه".
تابعت أن هذا المعاش الذي كانت تحصل عليه هو ما أعانها لتربية أبنائها إلى جانب عملها في خدمة البيوت وكانت تتمنى أن يستمر حتى تنتهي من تعليم أولادها الجامعي، لتكون أدت رسالتها كاملة معهم، وهو ما سيتحقق بالفعل بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي باستكمال الدعم النقدي المقدم لأبناء أسر تكافل وكرامة حتى التعليم الجامعي.
«أم مصطفى» بمعاش تكافل وكرامة تساعد أبنائها في التعليم
أما أم مصطفى، ربة منزل، تقول إنها عندما كانت توصل ابنها طالب الصف الابتدائي إلى مدرسته أخبرتها والدة زميل طفلها أن الدولة "عملت للستات معاش تقبضه تصرف بيه لو جوزها مش موظف روحي قدمي زي مانا قدمت"، عندها اعتقدت السيدة الأربعينية أن هذا الكلام مجرد مزاح أو ليس حقيقيًا.
توضح أم مصطفى أنها عندما ذهبت إلى المنزل تناقشت مع زوجها "عامل المحارة" عما سمعته، "قالي روحي اسألي في مكتب البريد يمكن يطلع صح وربنا يكرمنا"، خاصة وأن لديها 3 أبناء تسعى لتعليمهم تعليم جيد، ولا تسمح ظروف المعيشة بتوفير كافة متطلباتهم، "قلت يمكن أتقبل ويبقى فرج من ربنا هو عالم إحنا محتاجين أد إيه".
أضافت أنها ذهبت إلى مكتب البريد بالفعل وعلمت عن وجود مشروع اسمه "تكافل وكرامة" يمكن التقديم فيه للسيدات اللاتي يرغبن في تعليم أبنائهن وهو مساعدة من الدولة لهم لإعانتهم في هذا الهدف، "عرفت إيه الأوراق المطلوبة مني وقدمتها كلها لحد ما جاتلي رسالة إني اتقبلت، كنت خايفة الرسالة متكونش حقيقة تاني يوم الصبح جريت على مكتب البريد وعرفت إني اتقبلت".
تقول أم مصطفى إنها كانت تضع هدفًا أساسيًا لتعليم أبنائها الثلاثة وساعدت ابنها الأكبر لدخول كلية التجارة، أما ابنها الثاني بمرحلة التعليم الفني الصناعي، والأصغر أصبح الآن في الصف الرابع الابتدائي، وساعدها معاش تكافل وكرامة في تعليم أبنائها حتى بعد أن تم تخفيض جزء منه بعد وصول ابنها الأكبر إلى المرحلة الجامعية "خفت اسأل اتخصم ليه يكونوا هيلغوه مني وهو اللي نجدني وساعدني أنا وأسرتي".
كريمة تحصل على معاش ذوي الإعاقة بدلا من تكافل وكرامة
تقول كريمة عيد إنها قدمت للحصول على معاش تكافل وكرامة بعد أن أصيب زوجها بمرض السل والكبد ولم يستطع العمل لتلبية احتياجات الأسرة التي تتكون منهم وبناءها الاثنين الابن الأكبر الذي كان في هذا الوقت طالب في الصف الثاني الثانوي والفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة لاصابتها بالشلل الدماغي، واستمرت كريمة تحصل على دعم تكافل وكرامة الى أن توقف بعد أن التحق ابنها بكلية الحقوق.
أوضحت كريمة أنها "مكنتش عارفة قطعوه ليه وبقيت أخد معونة المعاقين لبنتي بس، وروحت مكتب الشؤون قالولي ما انتي بتاخدي معاش الإعاقة مينفعش تاخدي معاش تكافل وكمان ابنك مبقاش بيتعلم في المدرسة"، مضيفة أنها كانت تعتمد على هذا المعاش في تعليم ابنتها وكذلك جلسات العلاج التي تحتاجها بصورة دائمة، إلى أن حصلت على معاش ذوي الاحتياجات الخاصة لطفلتها ليساعدها بدلا من معاش تكافل وكرامة.
وأكدت كريمة حرصها على تعليم ابنتها المصابة بالشلل الدماغي بالتعليم الفني التجاري رغم هذا العارض ورغم احتياجها الى جلسات علاج طبيعي كل يومين، لأنها علمت أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم وظائف حكومية ضمن 5% لذوي الإعاقة وهو ما تتمنى تساعد طفلتها للوصول إليه.
شروط الحصول على تكافل وكرامة
وتتمثل شروط الاستحقاق لمعاش برنامج تكافل وكرامة في أن يكون الأطفال في المرحلة العمرية من يوم إلى ١٨ عامًا - ألا يكون الأب أو الأم ممن يعملوا بالقطاع الحكومي أو بالقطاع الخاص بأجر تأميني أكثر من 400 جنيه، وألا يتقاضى معاشًا تأمينيًا أو مساعدة ضمانية، كما يشترط البرنامج عدم وجود أي من موانع صرف المتمثلة في ملكية أرض زراعية (نصف فدان فأكثر)، إيجار أرض زراعية (فدان فأكثر)، ملكية عقار أو أكثر بخلاف السكن"، ملكية محل تجاري أو أكثر (مسجلة أو غير مسجلة)، ملكية رؤوس مواشي للتجارة (ثلاثة أو أكثر).