توريط علي أبوالقاسم.. حيثيات الحكم في «تهريب المخدرات للسعودية» تكشف مفاجآت (خاص)
أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بمعاقبة ثلاثة متهمين بالسجن المؤبد وغرامة مائة ألف جنيه وبراءة ثلاثة آخرون، في القضية رقم 131 لسنة 2019 مدينة نصر ثاني، والمتهم على إثرها المهندس علي أبو القاسم المقيم في المملكة العربية السعودية، بترويج المخدرات.
صدر الحكم برئاسة المستشار سيد عبد العزيز توني وأمانة سر ممدوح غريب، والمتهمون في القضية هم، «قدري إبراهيم أسعيد وشهرته قدري أبو شيخة، وأحمد إبراهيم أسعيد وشهرته أحمد أبو شيخة، ومحمد جمعة برهم، محكموم عليهم بالسجن المؤبد وتغريمه كل منهم مائة ألف جنيه».
وبراءة كل من ذكي ميخائيل ذكي، مصطفي عايش عوده حسين، معتز عبد القادر خليل عبد السلام، واحالة الدعوي المدنية للمحكمة المدنية المختصة.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها، إن «المتهمين جميعهم من أهالي شمال سيناء وفي غضون شهر أكتوبر 2016، اتفقوا فيما بينهم علي حيازة وإحراز مخدر الأمفيتامين الكبتاجون لتصديره إلى خارج البلاد وبقصد طرحه للتداول والاتجار فيه»، مضيفة أنهم «قاموا بإعداد ذلك المخدر بكميات 900 ألف قرص ووزعوا أدوار الجريمة فيما بينهم فابتاع المتهم الثاني أحمد ابراهيم معدة رصف طرق "هراس" وقاموا بدس المخدر بمواضع خافيه فيه، بينما تواصل المتهم الثالث منهم محمد جمعه مع مكتب وتصدير لاتخاذ إجراءات تصدير تلك المعدة بالإجراءات المعتاده عبر ميناء سفاجا البحري للمملكة العربية السعودية حيث تم تصديرها بالفعل».
وأشارت إلى أن إجراءات الفحص والتفتيش بالميناء، أسفرت عن ضبط المخدر بالمعدة، وثبت بتقرير الفحص الصادر من وزارة الصحة السعودية، أنه بإجراء الفحص الكيميائي الشرعي للمضبوطات ثبت أنه لمادة "الأمفيتامين" (الكبتاجون) المخدرة.
وأضافت أن الواقعة على هذه الصورة قد رسخت في حق المتهمين وثبوتها بما شهد به بتحقيقات النيابة العامة كل من خالد أبوالقاسم وأسامة حلمي ونبيل أحمد والشبلاوي مصطفي والرائد أحمد محمد عبد القادر والنقيب عمرو أحمد عبد الرحمن الضابطان بمكافحة جرائم المخدرات، وما شهدت به بجلسة المحاكمة عبير عبد التواب رئيس الإدارة المركزية للمعامل الكيميائية بمصلحة الطب الشرعي، وما ثبت بمحضر ضبط المخدر بمعرفة السلطات المختصة بميناء ضبه بالسعودية وتقرير الفحص الكيميائي بوزارة الصحة السعودية وما ثبت بكتابي الادارة العامة لجمارك الاسكندرية والادارة العامة لجمارك سفاجا.
شهادة شقيق المهندس علي أبو القاسم
شهد خالد أبو القاسم عبد الوارث، صاحب شركة نور العرب للنقل الدولي والاستيراد والتصدير، أنه في مطلع شهر أكتوبر 2016 تواصل مع المتهم الثالث عادل ذكي ميخائيل وهو صاحب شركة للاستيراد والتصدير والتخليص الجمركي لتصدير معده رصف طرق "هراس" لحساب شركة بالمملكة العربية السعودية، واتفقا على مبلغ أربعة آلاف دولار مقابل تصديرها شاملة مصاريف الشحن والجمارك المستحقة.
وأضاف أن المتهم أبلغه أن تلك المعده مملوكة للمتهم الخامس محمد جمعه، وطلب منه التواصل مع الأخير لمعرفة التفاصيل ومكان التحميل وأعطاه رقم هاتف للتواصل معه هاتفيا في اليوم التالي، وأخبره المتهم بمكان تحميل المعدة من فيلا بجمعية احمد عرابي دائرة مدينة العبور، ولان شركته تعمل في مجال النقل البحري فقد تواصل مع صاحب شركة الأماني للشحن الدولي وهي تعمل في مجال البري، واتفق معه علي تصدير المعدة بمعرفته مقابل مبلغ 3500 دولار.
وفي يوم 3 10 2016 اصطحب معه نجل صاحب الشركة الشاهد الثالث وسائق السيارة النقل التي أرسلها مكتب الشحن لاستلام المعدة ويدعي محمد ثروت لذلك المكان والذي حدده له المتهم الخامس محمد جمعه بجمعية احمد عرابي، وتقابل مع الأخير والذي احضر له المعدة " الهراس" وكان يقودها المتهم الثاني احمد ابراهيم أسعيد حتي اعتلت السيارة النقل وحال ذلك قام بتصوير ماتم علي هاتفه النقال وارسل الصورة مسجلة الي هاتف المتهم الثالث عادل ذكي ميخائيل كطلبه لإرسالها للمتهم الخامس حتي يحصل علي مقدم المبلغ المتفق عليه ومقدار الفي دولار.
وأضاف أنه حال اتخاذ إجراءات الافراج الجمركي وتصدير المعدة من ميناء سفاجا بمعرفة مستخلص جمركي طلبت منه سلطات الميناء شهادة منشأ للمعدة بجانب إيجاد شركة مقاولات بالمملكة تدخل علي سجلها التجاري، فقام بالاتصال هاتفيا بشقيقه علي ابو القاسم عبد الوارث والذي يعمل مهندس بمؤسسة تأسيس المشروعات بالمملكة وطلب منه تنفيذ خدمه له باستقبال المعدة "الهراس" من خلال السجل التجاري لتلك الشركة وبعد موافقة مالكها علي ذلك تم اتخاذ إجراءات الإفراج الجمركي، وأرسل اليه شقيقه صورة منه وموافقة الغرفة التجارية السعودية على الإفراج.
وبعدها علم من وسائل الإعلام وزملائه بأمر القبض علي شقيقه بالمملكة وضبط السلطات السعودية لمواد مخدرة بالمعدة والتي تم تصديرها فتواصل مع المتهم محمد جمعه هاتفيا ولم يخبره بما حدث وأخفي عليه حتي لا يعلم الشخص المعين لاستلام المعده بالسعودية أمر المخدرات.
وأضاف أنه أرسل له صورة الإفراج الجمركي وموافقة الغرفة التجارية السعودية علي الإفراج فاطمأن المتهم اليه واخبره باسم المستلم الشبلاوي مصطفي محمد، وصارحه بأن المعدة التي تصديرها كانت تحوي مواد مخدره وانه في سبيله لتصدير معده أخري مماثله فطلب منه اتخاذ إجراءات التصدير والتعامل معه مباشرة دون وساطة المتهم عادل ذكي ميخائيل، واتفق معه علي مبلغ مليون جنيه نظير ذلك سلمه منه أربعمائة ألف جنيها وبعدها علم الأخير بأمر ضبط المواد المخدرة بالمملكة العربية السعودية، فطلب منه رد مبلغ الاربعمائة الف جنيه التي سبق وحصل عليه، وأعطي له موعدا بأحد المقاهي بالحي السادس بمدينة نصر وفي يوم 30 10 2016 وبالتنسيق مع ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تم ضبط المتهم بعد استئذان النيابة العامة وضبك بصحبته المتهم الأخير معتز عبد القادر والذي كان يقود السيارة التي كان المتهمان يستقلانها.
وقدم الشاهد للنيابة العامة صورة فوتوغرافية واخري مسجلة علي هاتفه النقال لعمليه تحميل المعده " الهراس " من المزرعة المملوكة للمتهم الاول بمعرفة المتهم الثاني والذي كان يقود المعده لتحميلها علي احدي سيارات النقل.
- شهادة الشبلاوي مصطفي المكلف باستلام المعدة في السعودية
وشهد الشبلاوي مصطفي محمد، انه كان يعمل بالمملكة العربية السعودية، وانه في غضون شهر فبراير 2016 وحال وجوده بمكة المكرمة اتصل به هاتفيا احد أصدقائه وطلب منه توصيل شخصين مصريين للمدينة المنورة، فتقابل معهما بأحد الفنادق وتعرف عليهما وعرف منهما ان احدهم يدعي ابو كامل والأخر ابو مصطفي وقام بتوصيلهما بأحد الفنادق بالمدينة المنورة مقابل خمسمائة ريال وتبادل معهما أرقام الهواتف.
وأضاف الشبلاوي بعد حوالي شهرين اتصل به شخص يدعي ابو كامل وطلب منه استلام معده رصف طرق "هراس" من شركة شحن بمدينة جدة وإيداعها في احد المنازل المجاورة فوافقة علي ذلك، وأرسل اليه المتهم مبلغ عشرة الآف ريال عن طريق حساب شخص اخر للقيام بتلك الإجراءات وأعطاه رقم هاتف لشخص يدعي سليمان العواني صاحب شركة تخليص جمركي بالسعودية، وطلب منه التواصل معه لاستلام المعدة فهاتفه علي هذا الرقم الا ان الاخير تأخر في تسليمه المعدة لمدة أسبوعين فأتصل هاتفيا بأبو كامل وأخبره بما حدث فطلب منه عدم التواصل مع المستخلص سالف الذكر مرة اخري.
وأشار الشبلاوي إلى أنه بعد عشرين يوم اتصل به ابو كامل وأخبره بوجود مشاكل في عملية تصدير المعدة من ميناء السويس بمصر، وأنه قد تعذر تصديرها للمملكة فقام بتكليف شقيقه المقيم بالقاهرة بالتواصل مع ابو كامل لتسليمه مبلغ العشرة الآف ريال مقابلها بالجنيه المصري، وبالفعل قام شقيقه بذلك بإرسالها حوالة بريدية على مكتب بريد أحمد عرابي بالعبور باسم الشخص الذي حدده له المتهم.
ولفت إلى أنه بعدها فوجئ بالقبض عليه بتهمة الشروع في تهريب مواد مخدره بالمملكة العربية السعودية لضبط معده "هراس أسفلت" مخبأ بها تلك المواد المخدرة، لكنه تم تبرئته من التهمة.
وأضاف أنه بعرض المتهم الاول قدري ابراهيم أسعيد بمعرفة النيابة العامة تعرف عليه مقررا أنه هو ذاته الذي سبق وتقابل معه بالسعودية وكان يكني بأبو كامل وهو الذي تواصل معه هاتفيا من مصر لاستلام المعده " الهراس " واتخاذ اجراءات تخزينها شهادة الضابط بالإدارة العامة لمكافحة جرائم المخدرات.
وشهد الرائد احمد محمد عبد القادر الضابط بالإدارة العامة لمكافحة جرائم المخدرات، أن تحرياته أسفرت عن أن المتهمين هم القائمون على تحهيز المعده "هراس أسفلت" للتصدير بما تحويه من أقراص جوهر مخدر الأمفيتامين " الكبتاجون " مخبأه بداخلها، مؤكدًا على علمهم المسبق باحتوائها على الأقراص المخدرة لتصديرها للمملكة العربية السعودية بقصد الاتجار فيها، وأنهم في سبيل إضفاء المشروعية عليها والحيلولة دون الكشف عن المخدر وضبطه.
وأضاف الضابط انهم استعانوا بالمتهم عادل ذكي ميخائيل للبحث عن شركة تعمل في مجال النقل الدولي والاستيراد والتصدير حتي تقوم بتصدير المعده وفقا للإجراءات الروتينه المعمول بها فوقع اختياره علي الشاهد الأول خالد ابو القاسم عبد الوارث لتقدمه بأفضل سعر نظير إتمام عملية التصدير.
كما أضاف الضابط أن تحرياته النهائية توصلت الي صحة ما أبلغ به الشاهد الأول وحصوله الواقعة علي النحو الثابت بشهادته بتحقيقات النيابة العامة كما توصلت إلىانتفاء علمه وشقيقه علي ابو القاسم عبد الوارث بأمر احتواء المعدة المصدرة علي مواد مخدره وان تعاملهما عليها كان بحسن نيه فضلا عن انتفاء علم كل من تعامل علي تلك المعدة من خلال الشاهد الاول والشركات التي استعان بها في عملية التصدير.
وأضاف أن التحريات توصلت إلى انتفاء علمه وشقيقه علي أبو القاسم عبد الوارث بأمر احتواء المعدة المصدرة علي مواد مخدره وأن تعاملهما عليها كان بحسن نية فضلا عن انتفاء علم كل من تعامل علي تلك المعدة من خلال الشاهد الأول والشركات التي استعان بها في عملية التصدير.