«رفيق الحجر».. حسام فتحي: أطباء أصيبوا بالاكتئاب من الضغط بعد كورونا
حاورت "الدستور" الدكتور حسام أحمد فتحي، نائب جراحة العظام في مستشفى إسنا التخصصي، ومتخصص مكافحة فيروس كورونا والمتحدث باسم المستشفى، وقال في حديثه لـ "الدستور" قائلًا إنه بدأ بالعمل في مستشفى إسنا التخصصي في محافظة الأقصر، في شهر سبتمبر عام 2019، نائبًا بقسم جراحة العظام، لكن سرعات ما تحولت المستشفى في شهر مارس 2020 إلى مستشفى حجر صحي، وبدأت عملية تجهيزها.
واختير عدد من الأطباء المتخصصين ليكونوا من ضم فريق العزل، لم يكن "حسام" من بينهم لكنه أعلن لمديري المستشفى رغبته الكبيرة في مواجهة الوباء، في الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، كانت الفرق الطبية تتعامل مع المجهول وهذا أكثر ما يؤرقهم، معلقًا" بتحارب المجهول هذا أكثر شيء مزعج".
و أوضح، أن أول حالة مصابة بفيروس كورونا تم استقبالها في مستشفى إسنا التخصصي، كانت في مساء يوم الجمعة الموافق 13 مارس، ومنذ ذلك الوقت بدأت الحالات تتوالى، ولم يكن هناك حالة واحدة من تعد اشتباه بالفيروس ولكنها كانت جميعها حالات مؤكدة بالإصابة، بعد إجراء الفحوصات وتحاليل "بي سي أر" لهم في معامل الأقصر التي كانت تأكد الإصابة بشكل مستمر.
و تابع الطبيب الشاب، أنه مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تزايد الضغط على أفراد الأطقم الطبية في العزل الصحي، وهو ما تسبب في دخول البعض منهم في حالات شديدة من الاكتئاب نتيجة للبقاء في عزلة، بشكل متواصل لمدة 14 يوم من العمل مع الإرهاق البدني والفكري والتوجس من الإصابة بالفيروس، إلا أنه تم التخلص من هذا الاكتئاب من خلال اكتساب الخبرة من العمل الميداني مع الحالات المصابة والالتزام ببروتوكولات العلاج.
وأضاف حسام " لم اخبر أسرتي بعملي في الحجر الصحي في مستشفى إسنا، لأنهم لم يكونوا يعلموا أن المستشفى تحولت إلى عزل صحي ولكن بعد أسبوع من العمل نشرت "بوست" على صفحتي، وهو ما لاقى شهرة واسعة، وهو ما جعل أسرتي تعلم بمشاركتي في العزل الصحي".
و أكد أن لحظات الحنين لأسرتي، كانت أصعب الأوقات التي أمر بها في الحجر الصحي، ولكن عزائه الوحيد في تلك الأوقات هو الصبر والعمل والأمل في العودة للقائهم مرة أخرى، إلا أن لحظات اللقاء كانت صعبة أيضًا، لأنه كان يحاول دائمًا الابتعاد عن والديه خلال إجازته، وذلك لحمايتهم من فيروس كورونا كونهم يعانون من أمراض الضغط والسكر.
و أوضح أن العمل في مستشفيات الحجر الصحي، لا يقتصر على تقديم الأدوية للمصابين لكي يتماثلوا للشفاء، ولكن الدعم النفسي من أهم العوامل التي تم التركيز عليها من أجل تأهيل المرضى لمساعدتهم على الشفاء من الفيروس وذلك بالتعامل بالود والمحبة بين الأطباء والمرضى، وتقليل حدة الخوف في نفوس المرضى واستخدام علاقات الترابط بين بعض المرضى من أجل تشجيع بعضهم لبعض على التحسن، كما حدث في وضع سيدة وزوجها في أسرة بجوار بعضهم البعض، ووضع فتاة والدتها بجوار بعضهم أيضًا من أجل توفير الحافز النفسي الذي يساعدهم على مواجهة المرض وتحقيق الهدف المرجو بالقضاء على فيروس كورونا المستجد.
و اختتم:" أن اعتياده العمل في مستشفى إسنا، وإحساسه بالدور المهم الذي يقدمه للمصابين، أصبح جزء مهم من حياته، وبالرغم من الضغوط النفسية والعقلية والبدنية التي واجهها خلال عمله كطبيب إلا أنه شعر بمزيد من السعادة بانخفاض أعداد الإصابة من الفيروس، وهو مؤشر على زيادة وعي المصريين بخطورة المرض وتغيير الكثير من أنماط حياتهم الخاطئة والاهتمام الكبير بالنظافة والحرص في التعامل مع الأخرين بترك مسافة الأمان بين بعضهم البعض".