«مسبار الأمل».. مهمة أمل جديدة في مجال الفضاء
مهمة جديدة أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، لاستكشاف المريخ، التي تعرف باسم "مسبار الأمل" من أجل استكشاف الفضاء، والتي انطلقت في 20 يوليو 2020، ليتم إجراء مناورة دخول المسبار إلى مدار الكوكب بنجاح في 9 فبراير 2021، ويأتي برنامج المريخ في إطار جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية من أجل تنفيذ خطة طموحة لبناء مستوطنة على هذا الكوكب بحلول عام 2117.
ووصل "مسبار الأمل" الذي أطلقته دولة الإمارات، مساء الثلاثاء، إلى كوكب المريخ، ليكون بذلك أول مهمة عربية تحقق هذا الإنجاز، بعد رحلة استمرت 7 أشهر قُطعت خلالها مسافة 494 مليون كيلومتر، ليجعل هذا الإنجاز من الإمارات، خامس دولة تصل إلى المريخ.
دراسة دورات الطقس اليومية والموسمية، وأحداث الطقس في الجو المنخفض مثل العواصف الترابية، وكذلك كيفية تغير الطقس في مناطق المريخ المختلفة هي أهم الأغراض لبناء مسبار الأمل، بالإضافة إلى ذلك يعد من بين مهامه محاولة الإجابة عن الأسئلة العلمية حول سبب فقدان الغلاف الجوي للمريخ الهيدروجين والأكسجين في الفضاء، وكذلك سبب التغيرات المناخية الشديدة في المريخ.
ومسبار الأمل تم بناؤه في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشارك في تطويره جامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي.
من بين اللحظات التاريخية التي سيشهد عليها المسبار هو العد التنازلي وقت إطلاقه، الذي سيكون باللغة العربية للمرة الأولى، الأمر الذي يحمل إشارة تحمل دلالة على عروبة هذا المشروع العظيم، ويتوقع أن تستغرق الرحلة الفضائية له قرابة 7 أشهر، ليبدأ في التقاط أول صورة عالية الجودة لسطح المريخ في الشهر الحالي تزامنًا مع الذكرى 50 لقيام اتحاد دولة الإمارات المتحدة العربية.
يذكر أن إطلاق "مسبار الأمل" قد تأجل عدة مرات ففي 4 يوليو 2020، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المسؤولة عن صاروخ الإطلاق، تأجيل موعد إطلاقه بسبب الظروف الجوية في موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما اليابانية، ليكون سيكون يوم الجمعة الموافق 17 يوليو 2020.
وفي 15 يوليو 2020 أعلنت وكالة الفضاء الإماراتية تأجيل انطلاق المسبار للمرة الثانية بسبب سوء الأحوال الجوية أيضًا، وفي 16 يوليو 2020 تقرر إطلاق المهمة في الفترة ما بين 20 و22 يوليو 2020، ليتم في النهاية إجراء مناورة دخول المسبار إلى مدار المريخ بنجاح في 9 فبراير 2021.
أما عن موقف مصر من هذا المسبار فقد أكد الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أن مصر بكل خبراتها في مجال الفضاء، والأقمار الصناعية تنظر بإعجاب وتقدير كبير إلى النموذج الإماراتي في صناعة هذا التغيير الإيجابي في عالم الفضاء بالعالم العربي، مؤكدًا أن الإمارات تعد نموذجًا ملهمًا للعرب، مشيدًا بهذه المهمة.
وفي هذا السياق نذكر التعاون بين الجانب المصري والجانب الإماراتي في هذا المجال، حيث نظمت وكالة الإمارات للفضاء ووكالة الفضاء المصرية ندوة علمية خاصة عبر الإنترنت، لبحث التعاون العربي في المجال الفضائي، وهذا قبل ساعات قليلة من دخول مسبار الأمل إلى مدار المريخ كما تم كذالك البحث في آثار هذه مهمة المسبار التاريخية، وتبادل الخبرات وكذلك تقوية القدرات الإماراتية والمصرية والعربية في قطاع الفضاء، خاصة في ظل امتلاك مصر خبرات كبيرة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، والموارد البشرية عالية الكفاءة.