تدريب "يوكوم" وحلف الدفاع المشترك بين إسرائيل وأمريكا.. الأسباب والدلالات
أطلق الجيش الإسرائيلي والقيادة الأوروبية الأمريكية (يوكوم) تدريبات دفاع جوية مشتركة الأسبوع الماضي، أطلق عليها اسم "جونيبر فالكون"، والتي ركزت على تهديد الهجوم الصاروخية الباليستية.
وهذا هو التدريب الأخير للقوات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية بعد 20 عاما من التعاون، حيث قررت الولايات المتحدة مؤخرا إخراج إسرائيل من نطاق منطقة "يوكوم" إلى نطاق القيادة المركزية (سينتكوم).
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "التدريب يحاكي سيناريوهات مختلفة تجد فيها إسرائيل نفسها مهددة بهجمات بالصواريخ الباليستية وتهديدات جوية أخرى. الهدف منه تعزيز التعاون والتنسيق والتعلم المتبادل بين الجيشين، لتحسين استعدادهما للدفاع المشترك ضد التهديدات المختلفة والحفاظ على التعاون الاستراتيجي العميق بين الجيشين وتوسيعه.
بشكل ما تهديد الهجمات الصاروخية مرتفع بشكل خاص في إسرائيل، فمئات الآلاف من الصواريخ والقذائف وقذائف الهاون موجودة في ترسانات الفصائل المسلحة في قطاع غزة ولبنان وسوريا، بالإضافة إلى الصواريخ البالستية وصواريخ كروز الأكثر تقدما في أيدي وكلاء إيران في اليمن والعراق، كلها تشكل مصدر تهديد لإسرائيل، ومن هنا جاءت أهمية التدريب بالنسبة لإسرائيل.
تم إجراء تدريب “جونيبر فالكون” لأول مرة في إسرائيل عام 2001 وعُقد بشكل عام كل عامين منذ ذلك الحين، آخرها في عام 2019. كما أجرى الجيش الإسرائيلي و”يوكوم” تدريبات "جونيبر كوبرا” في السنوات المقابلة، بما في ذلك العام الماضي، وإن كان على نطاق أصغر بكثير بسبب الوباء.
ونظراً لإجراء تدريبات "جونيبر فالكون" و"جونيبر كوبرا" من قبل "يوكوم"، عندما يتم نقل إسرائيل في نهاية المطاف إلى منطقة "سينتكوم"، التي تعمل في الشرق الأوسط، فقد يتوقف الجيش الإسرائيلي عن المشاركة في هذه البرامج.
هذا التطور يتزامن مع تطور آخر له دلالة، وهو انضمام إسرائيل لحلف دفاعي مشترك مع الولايات المتحدة بعد سنوات طويلة تجنبت فيها إسرائيل الأحلاف الدفاعية، فكان التخوف الأساسي: الحليف الذي هو حتماً قوة عظمى سيملي على إسرائيل سياستها الخارجية والأمنية بما في ذلك استقلالية عمل الجيش الإسرائيلي.
قبل عام وبعد فترة طويلة من الجمود، طرح نتنياهو الموضوع على هيئة الأركان العامة. وعلى الرغم من أن الموقف التقليدي للجيش هو رفض التحالفات، هذه المرة أعلن رئيس الأركان وكبار مسؤولي الجيش تغيير موقفهم. ما سبب هذا التغيير؟
الإجابة لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإٍسرائيلية أن هذا هو الوقت المانسب لحلف من هذا النوع، فليس هناك دولة من الدول التي هاجمت إسرائيل في الماضي تشكل عليها خطراً على الصعيد الاستراتيجي.
من ناحية خرى، فإن الفكرة الحلف المشترك لاتزال مثار انتقاد داخل القياد في تل أبيب، فهذا الحلف لن يوقف القنبلة النووية لإيران، بل سيزيد من الحافز لإنتاجها. ومن غير الواضح حتى الآن كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع هذين المتغيرين، الانتقال للقيادة المركزية للولايات المتحدة والانضمام لحلف دفاعي مشترك معها، إلا أنه يعد مؤشراً على التعامل الإسرائيلي الجديد مع التهديدات.