مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في لبنان
شهدت مدينة طرابلس شمالي لبنان اشتباكات واسعة ومواجهات محتدمة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، على خلفية وقفات ومسيرات حاشدة تشهدها المدينة احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية ورفضا لاستمرار حالة الإغلاق الشامل للبلاد الرامية إلى كبح تفشي وباء كورونا بدعوى أنها تلحق الضرر بالحالة الاقتصادية للمواطنين.
ودخل لبنان حالة من الإغلاق الشامل للبلاد ابتداء من 14 يناير الجاري وتستمر حتى 8 فبراير المقبل، في سبيل الحد من تفشي وباء كورونا لا سيما بعدما امتلأت معظم المستشفيات بالمصابين بالفيروس.
وتشهد مدينة طرابلس، والمعروفة بـ "عاصمة الشمال اللبناني" وقفات احتجاجية محدودة بين الحين والآخر، في ظل التردي الكبير للوضع الاقتصادي بها، غير أن مستوى المشاركة بالوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي انطلقت منذ ظهر اليوم بدا أكبر من الأيام السابقة.
وقال عدد من المتظاهرين، إنهم اضطروا للنزول إلى الشوارع بعدما بلغت الضائقة المعيشية ذروتها، وأصبح الكثيرون منهم غير قادرين على توفير المواد الغذائية الأساسية ومستلزمات المعيشة والدواء وسداد التزاماتهم الضرورية، مشيرين إلى أن "أموالهم استُنفدت" على وقع الأزمة المالية وتسارع وتيرة إغلاق الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وارتفاع أعداد المتعطلين عن العمل، فضلا عن تداعيات الإغلاق الشامل للبلاد.
واشتعلت المواجهات بين المتظاهرين من جهة، وعناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب من جهة أخرى، مساء اليوم بعد مناوشات تخللها الرشق بالحجارة من قبل بعض المحتجين صوب بعض المباني الحكومية وكذلك تجاه ضباط وعناصر القوى الأمنية.
واستخدم المتظاهرون العوائق وصناديق النفايات في قطع بعض الطرق، كما احتشدوا في منتصف بعض الشوارع الرئيسية لقطع حركة السير، وأشعلوا النيران في أخشاب وإطارات مطاطية قرب ساحة النور (ساحة عبد الحميد كرامي) والتي تعتبر بمثابة الساحة المركزية للمظاهرات في طرابلس منذ اندلاع انتفاضة 17 أكتوبر 2019.
وردت القوى الأمنية بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع في محاولة لحمل المتظاهرين على التفرق، لا سيما بعدما تحولت بعض الوقفات والتجمعات الاحتجاجية إلى حالة الشغب وقطع الطرق وإضرام النيران، على نحو علت مع سحب الدخان الأبيض الناتجة عن كثافة القنابل.
وشهد عدد من شوارع مدينة طرابلس حالة من الكر والفر بين المتظاهرين والقوى الأمنية، واستخدم المحتجون الحجارة والزجاجات والأدوات الصلبة في رشق الشرطة وقوات مكافحة الشغب، على نحو تدخل معه الجيش اللبناني بقوة كبيرة من الضباط والجنود والعربات المدرعة والآليات العسكرية للفصل بين المتظاهرين والقوى الأمنية في سبيل وقف الاشتباكات.
وأرسى دخول وحدات الجيش اللبناني حالة من الهدوء النسبي، لا سيما في ساحة النور، حيث هتف المتظاهرون "الشعب والجيش يد واحدة".. إلى جانب هتافات أخرى تؤكد أن تحركهم سلمي ويأتي انطلاقا من مطالب معيشية واقتصادية.