«العارف بالله الذوق» صاحب أصغر ضريح فى القاهرة
قبة خضراء أعلاها هلال ذهبي اللون مكانها في ركن صغير يمكن رؤيتها فور الدخول أو الخروج من "بوابة الفتوح"، التي تعد مدخلًا لشارع المعز لدين الله، وتحتها ضريح العارف بالله "سيدي الذوق"، والذي يعتبر أصغر ضريح بُني في مصر.
وبحسب "موسوعة تراث مصري" الجزء الثاني للكاتب أيمن عثمان، تعود حكاية "الذوق" إلى عصر المماليك في مصر، حيث كان يعيش رجل عرف بالصلاح والورع يدعي حسن الذوق يعمل في التجارة ويقضي بين الناس بالعدل والإنصاف في الحي القديم بجوار مسجد الأزهر الشريف ومسجد الحسين.
كان الذوق رجلًا كريمًا وكثيرا ما تدخل لحل نزاعات الفتوات، ولكن في وقت ما اندلع نزاع كبير بين الفتوات وتحول إلى صراع دموي ووصل لأمر إلى الحاكم العسكري، وأمر أن يضع الفتوات في السجون، في ذلك الوقت أحس الذوق أن حكمته وتقدير الأهالي إليه يقل فحزن حزنا شديدا على ما وصل إليه حال المصريين، وقرر أن يخرج منها لا يعلم أين يذهب.
وعندما اقترب من باب الفتوح ليهجر الحي بأكمله حاملًا متاعه سقط جثة هامدة، فتجمع الأهالي حوله وقرروا أن يدفنوه مكان سقوطه، ووضعوا على ضريحه تعريفًا "ضريح العارف بالله الذوق"، ومن بعدها تداول لأهالي جملة "ده الذوق مخرجش من مصر" عندما تشتد النزاعات بينهم.