ارتفاع أسعار الغذاء يدفع مواطنى وسط إفريقيا لمزيد من الفقر
ارتفعت أسعار المنتجات الغذائية الأساسية المستوردة بوجه عام خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري من 15 - 240% في أسواق "بانجي" عاصمة إفريقيا الوسطى ومدينتي بيمبو وبيجوا، وفقًا لتقرير حديث لمعهد وسط إفريقيا للإحصاء والدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع البنك الدولي.
وأوضح التقرير أن اشتعال الأسعار جاء نتيجة لموجة انعدام الأمن، وإغلاق المحور التجاري الممتد من ميناء دوالا الكاميروني إلى بانجي عاصمة إفريقيا الوسطى، وأن مئات الشاحنات التي تنقل المواد الغذائية الأساسية ومساعدات إنسانية ومنتجات كيماوية لمعالجة مياه الشرب، محتجزة على حدود إفريقيا الوسطى.
وأضاف أن أسعار منتجات محلية أخرى مثل "زيت النخيل والكاسافا والبيض" سجلت ارتفاعًا بصورة ملحوظة تراوحت نسبته بين 16% و44% بسبب توقف الإمدادات المحلية نتيجة لاحتدام النزاع المسلح في البلاد، وأن هذه الموجة الجديدة لارتفاع الأسعار كانت أقوى وأسرع من موجة الارتفاعات التي رافقت بداية تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) في يوليو الماضي.
وحذر هان فرايترس، مسئول عمليات البنك الدولي في إفريقيا الوسطى، من أن "هذه الارتفاعات في الأسعار مقلقة وتؤثر على الأشخاص الأكثر فقرًا الذين يعانون حاليًا من النتائج السلبية لاشتعال الأسعار، ولا يتوافر لديهم احتياطيات غذائية أو مالية تمكنهم من مواجهة هذا الارتفاع".
وقال إن "التحديات ضخمة جدا والوضع الحالي يجب التعامل معه بصورة عاجلة من أجل تجنب محو التقدم الذي أحرز في مجال التنمية وإسقاط أبناء هذا البلد في براثن الفقر المدقع".
تجدر الإشارة إلى أنه بعد التباطؤ الاقتصادي المرتبط بتداعيات فيروس كورونا والفيضانات التي اجتاحت البلاد في أكتوبر الماضي، يواجه مواطنو جمهورية إفريقيا الوسطى، الذين يعيش 70 بالمائة منهم تحت خط الفقر، ثالث أزمة صادمة في أقل من ستة أشهر.