كيف ساهم استخدام الأكسجين في تقليل وفيات كورونا بموجته الثانية؟
في تصريح للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أوضحت أن الوزارة زادت من استخدام الأكسجين، نتيجة أن البروتوكول العلاجي المحدث يطلب هذه الزيادة، وهو السبب الأساسي في نقص وفيات الموجة الثانية من فيروس كورونا عن الموجة الأولى.
وكان قد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يصل المخزون الاستراتيجي من الأكسجين إلى 300 ألف لتر يوميًا، لكي نكون في مزيد من الأمان.
خبراء يوضحون لـ"الدستور" كيف ساهم زيادة الأكسجين ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى فيروس كورونا في انخفاض معدل الوفيات.
قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأوبئة، إن استخدام الأكسجين في بروتوكول علاج مرضى فيروس كورونا كان من البداية منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، والذي وضعته اللجنة العلمية لكورونا، وتم تعديله 4 مرات وأخرها كان في نوفمبر الماضي.
وأوضح عز العرب، في تصريح لـ"الدستور"، أن قلة الأكسجين في الجسم عن معدل طبيعي يجب تعويضها وسريعًا في التوقيت المناسب، لأن من أهم أسباب الوفيات الفشل التنفسي، لذا كان الأكسجين من ضمن الأدوات الأساسية لإنقاذ المرضى.
وتابع أن هناك حالات لمرضى فيروس كورونا تستدعي حالتهم دخول الرعاية المركزية وفي حالات بسيطة يمكن معالجتها في المنزل، وفي حالة انخفاض معدل الأكسجين في الجسم عن 92% لابد من استخدام أسطوانات الأكسجين، وأكثر من يحتاج إليه فئات بعينها منها كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لذا فهو من ضمن الخطط العلاجية الرئيسية.
وأضاف عز العرب أنه في حالة عدم إعطاء المرضى الأكسجين في الوقت المناسب يؤدي إلى الفشل التنفسي وما يستلزم من وضع أجهزة التنفس الصناعية في كثير من الحالات تسبب الوفاة، وسرعة إعطاءه للمرضى يسهم في إنقاذ الحياة.
وشدد عز العرب على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، فالمعنى الوبائي لفيروس كورونا في تزايد مستمر ولابد من اتخاذ كافة الاحتياطات، ويجب التفريق بين الأنفلونزا الموسمية وأعراض فيروس كورونا، فإذا استمرت الحرارة المرتفعة لأكثر من 3 أيام والتي تصل إلى 39 درجة، إلى جانب آلام المفاصل أو آلام صدرية بشكل لا يمكن احتماله للمريض هنا يكون الاتجاه الأكبر التشخيص بفيروس كورونا.
وأكد أهمية إجراء المسحة في حالة الشعور بهذه الأعراض لفئة كبار السن والمصابين بأمراض السمنة وأصحاب الأمراض المزمنة والذين يتناولون أدوية تقلل من جهاز المناعة، أو تعرض الشخص للتجمعات في خلال أسبوعين أو احتمال تعامله مع شخص مصاب بالكوفيد.
وقال الدكتور سامح سمير، أخصائي معالج بمستشفى حميات أسوان، إن بروتوكول علاجي مرضى فيروس كورونا المستجد ينقسم إلى بروتوكول منزلي وبروتوكول علاجي في المستشفى، وفي حالة احتياج مريض كورونا إلى الأكسجين يجب أن يتم تحويله إلى المستشفى مباشرة.
وأوضح سمير، في تصريح لـ"الدستور"، أنه ليس أي مريض كورونا يُصرح له باستخدام الأكسجين ضمن بروتوكول العلاج، ولكن عند انخفاض معدل الأكسجين في جسمه إلى أقل من 92% يعد هذا أول سلمة الخطورة التي تحتاج إلى النقل إلى المستشفى واستخدام الأكسجين في علاجها.
وتابع سمير أنه وصول الأكسجين إلى أعلى من 93% فما فوق فهذا يعد أول سلمة الأمان، مضيفًا أنه بالفعل كان يتم استخدام الأكسجين منذ ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد، ولكن مع الموجة الثانية للفيروس أصبح الاحتياج إليه أزيد من الموجة الأولى خاصة مع زيادة عدد الحالات.
وأضاف أن هناك مرضى لفيروس كورونا يخشون الذهاب إلى المستشفى ويطلبون من الطبيب أن يكون علاجهم في المنزل مع توفير أسطوانات الأكسجين اللازمة لهم بمعرفتهم الشخصية، وإذا حدث يصبح أمر جيد أما إذا لم يتحسن الوضع واستمر انخفاض معدل الأكسجين يجب نقل الحالة إلى المستشفى.
وتابع أن الطبيب ينبه المرضى أنه إذا استمرت حالتهم جيدة ومستقرة أمر جيد ولكن يجب مراقبة معدل الأكسجين في الجسم، ففي حالة قياسه بالجهاز المخصص له وانخفض عن المعدل الطبيعي يضعهم أمام خيار إما نقل المريض إلى المستشفى أو توفير أنبوبة أكسجين له.
وشدد سمير على ضرورة اتخاذ الحذر الكامل في هذه الفترة مع زيادة أعداد المصابين بالفيروس.