كورونا تهدد العالم كله.. فهل من نجاة؟
نتابع يوميًا أعداد المصابين بفيروس كورونا، وقد تجاوز عدد المصابين خمسة وثمانين مليون مصاب، كما اقترب عدد الوفيات من مليونين، أما الذين تعافوا وتم شفاؤهم شفاءً كاملًا، فنحو واحد وستين مليونًا فقط.
فى هذا السياق، هناك خبر يبعث على الأمل والتفاؤل، ألا وهو الوصول إلى أكثر من عقار لمقاومة هذا الفيروس، أو علاجه، ومحاربة الإصابة به من الأساس إذا كان العقار مصلًا، وقد تم التوصل إلى هذه العقاقير، وتلك الأمصال واللقاحات فى أكثر من دولة، ومن خلال عدة معامل وشركات متخصصة ومنها:
شركة مودرن الأمريكية، التى طورت لقاحًا تصل فاعليته إلى خمسة وتسعين فى المائة، وشركة «فايزر» التى أعلنت عن التوصل إلى لقاح تم الحصول على الترخيص به، كما أسهمت جامعة أكسفورد البريطانية بتطوير لقاح تقترب نتيجته- أى فاعليته- إلى تسعين فى المائة.
أما وظيفة اللقاح فهى التصدى للعدوى، وإضعاف تأثير «كوفيد- ١٩»، ويجعله أقل قسوة على المصاب، وبالتالى يقترب من الشفاء.
وبإجراء التجارب على اللقاحات كانت النتائج واعدة ومبشرة بالشفاء لكبار السن الذين تقل درجة مقاومتهم لهذا الداء.
وعن السلطات الروسية فقد أفادت بأنها قد أنتجت لقاحًا واعدًا، وبهذا يكون أمام العالم أكثر من لقاح، من أكثر من دولة، ونعود مرة أخرى للحديث عن شركة «فايزر» كأولى الشركات التى شاركت فى المراحل النهائية لمحاربة هذا الفيروس، حتى وصلت نتائجها إلى وقاية تسعين فى المائة من المتعاطين لهذه اللقاحات، لمواجهة خطر الإصابة بكورونا.
كما أعلنت شركة «موديرنا»، التى أجرت تجاربها على ثلاثين ألف شخص، عن أن لقاحها يوفر حماية بنسبة تقترب من خمسة وتسعين فى المائة من المصابين تم شفاؤهم، وذلك بعد أن ظهرت الأعراض عليهم.
وهناك لقاحات أخرى، سوف تتوافر تباعًا لتغطية الاحتياجات العالمية، ومنها شركات بريطانية مثل: شركة جانسن التى تقدم نتائج أبحاثها لتكون متاحة للاستخدام قريبًا بعد أن أجريت التجارب الناجحة على ثلاثين ألف شخص هى الأخرى.
وتتبارى شركات الدواء بالتطوير فى لقاحاتها؛ للوصول إلى المستوى العالمى فى نسب الشفاء من هذا الفيروس اللعين، وتتطلع الشركات المنتجة إلى الوصول لأعلى درجة على المستوى العالمى من الوقاية ضد «كورونا»، حتى يختفى هذا الفيروس تمامًا من العالم كله.
ومن المؤشرات التى تبشرنا بالتفاؤل أن شركة «فايزر» أكدت أنها ستكون قادرة على توفير خمسين مليون جرعة لعلاج خمسة وعشرين مليون مصاب؛ باعتبار أن المصاب يحتاج إلى جرعتين، وقد استخدمت بالفعل اللقاح مع عشرة ملايين شخص حتى الآن.
كما ترى الشركات المنتجة أنها سوف تكون قادرة على تغطية الاحتياجات العالمية فى غضون أسابيع قليلة، وهذه كلها أخبار تبشر بالأمل للعالم أجمع.
أما أولوية المتعاطين للدواء، فهم الأطباء، وأطقم التمريض، والعاملون فى المجالات الطبية المختلفة، الذين يعملون فى المجال الصحى مثل: طواقم المستشفيات، وكل من لهم تعامل مباشر مع المرضى والمصابين، يليهم المسنون، وموظفو دور الرعاية، ومن تزيد أعمارهم على ثمانين عامًا، حيث إن عمر الشخص يمثل أكبر عامل خطورة للإصابة بالفيروس مع التأكيد بأن اللقاح آمن، بعدما ثبتت بالتجارب صلاحيته.
وها هو العالم كله ينظر وينتظر، ما ستبينه الأيام المقبلة مع التطورات والأحداث المتعاقبة لهذا الوباء الذى غير الكثير والكثير من أمور حياتنا، ومنها ما كنا نأخذه كثوابت موثوق بها وأمور مسلم بها، سلمنا الله وحفظنا فهو القادر المنجى، وهدى البشرية لما فيه الخير للإنسانية كلها.