طبيب جراحة: «نتأثر باللحظات المؤلمة للمرضى.. وأرواحنا فداء للوطن والإنسانية»
قال الدكتور حسام فتحي طبيب جراحة والمتحدث باسم مستشفى إسنا، إنه هناك عدد كبير من المواقف الصعبة التي مرت خلال العام، خاصًة وأن الوضع يزداد مع مرور الوقت، لكن ستظل أصعبهم بدايات التعامل مع الفيروس، لأن الأطقم الطبية لم تكن تعلم بأي تفاصيل عنه.
واستكمل أن الوضع كان مليء بالتوتر والرهبة الشديدة خلال التعامل مع حالات الإصابة، موضحًا أن أول حالة تعامل معاها كانت أمريكية في الـ 75 عامًا، كنت ألاحظ توترها الكبير لذلك طرقت الدواء والكشف، وأخذنا نتحدث في بعض المواضيع حتى تستكين روحها، وأخذنا بعض الصور التذكارية.
وتابع أن إسنا استقبلت عدد كبير من الجنسيات المختلفة، الأمر الذي جعل الأطباء يعانون في إيجاد طريقة للتواصل معهم، لذلك كان يتم الاستعانة بمترجمين ومندوبي السفارات الأجنبية، لترجمة الأحاديث للمرضى والأطباء.
وأوضح أن الفرق الطبية تتأثر بشكل كبير بالمواقف الإنسانية سواء كانت إيجابية أو سلبية، فأحد المواقف التي لا زال متأثرًا بها، كانت هناك سيدة في الستين من عمرها، مصابة بالسكري، كانت تتعافي بشكل ملحوظ، وفي ليلة تعافيها التام أتصلت بأولادها ليأتوا لاستقبالها، إلا أنهم أمتنعوا وأخبروها أن الجيران يخافون من كونها مصدرًا للعدوى، معلقًا: «هذا الموقف مؤلم أكثر من ألم المرض».
وفي اليوم التالي، أثناء ذهاب السيدة لدورة المياه سقطت مغشيًا عليها، وعقب فحصها والتأكد من حالتها وجد أن روحها صعدت لبارئها، نتيجة جلطة بالقلب بسبب الحزن والبكاء الشديد طوال الليل، مضيفًا: «الحزن يقتل والخذل يقتل».
وأضاف أن أكثر ما أرقه خلال بقاءة في مستشفى العزل هو بقاء الفرق الطبية لمدة طويلة بداخلها، ما يسبب لهم إرهاقًا شديدًا، ويؤثر على نفسيتهم، لأن متابعتهم للمرضى تستمر طوال اليوم، ما يجعل فترات راحتهم قليلة جدًا، لكن كله يهون في سبيل شفاء المرضى والوطن.