دويتو الإسكندرانى وعبدالوهاب
بص، هو ماكانش في الأصل "دويتو"، دا بـ النسبة لـ الأصدقاء، اللي بـ يسألوا عن أغنية عبد الوهاب وسمير الإسكندراني.
قبل ما أتكلم عن هذا "الدويتو" العجيب، كان فيه دويتو تاني أعجب، جمع بين فايزة أحمد وسمير الإسكندرانى، ودا بقى دويتو بـ جد، والأغرب إنه كان كلمات علي أحمد باكثير، اللي هو فعلًا فعلًا: إيه اللي جاب القلعة جنب البحر؟ إنما دا كان شبه طبيعي، في فترة من الفترات، ارتفعت فيها أسهم سمير الإسكندراني، وكان ملء السمع والبصر والآذان، وكان بـ تتفتح له الإذاعة والتليفزيون والكل كليلة.
خلينا في "دويتو" عبدالوهاب، اللي حصل، إنه عبوهاب كانت منتج شاطر زي ما إحنا عارفين، ومفيش حاجة تفلت من إيده، وكان يمتلك شركة كبيرة، لما طلع سمير الإسكندراني، ونجح وبقى نمرة كسبانة، التليفزيون والإذاعة عندهم اهتمام بيه، جابه، وقعدوا يفكروا سوا: ممكن يستفيدوا إزاي من النجاح دا.
أصلك هـ نعمل إيه؟ هـ يجيب ملحن ومؤلف ويعملوا غنوة؟ حتى لو الملحن دا عبدالوهاب نفسه، مش ظابطة، هـ تبقى غنوة زيها زي أي غنوة، بعد تفكير ومداولات، توصلوا إلى فكرة، عبدالوهاب يلحن له غنوة، بس ما تبقاش غنوة بـ العربي، غنوة بـ اللغة الإنجليزية، ويبقى البروجكت، إنه عبدالوهاب بـ يلحن إفرنجي.
مشي المشروع في هذا الاتجاه، جابوا ريتا شكري كتبت كلمات، وعبوهاب لحنها، ونفذوها مع زكريا عامر وأستاذه عبدالعزيز، بعد التنفيذ، حسوا إنها "دلعة" شوية، ناقصها حاجة، فـ عبد الوهاب اقترح (واقتراحه قرار) إنه في مقطع موسيقي ما، يركبوا كلمات عربي، وتبقى الأغنية إنجلو آراب شوية.
جابوا حسين السيد، كتب المقطع العربي المطلوب ع المزيكا، كان صعب على سمير الإسكندراني، أداء المقطع المتركب دا، لـ أسباب فنية وتقنية، فـ طلب من عبدالوهاب، إنه يغني هو المقطع دا "أز أ جايد"، وهو هـ ياخد شريط لـ الغنوة، يذاكره، ويرجع يؤدي المقطع العربى ع التراكات، ساعتها كانوا بـ يسجلوا 4 تراك.
عمل عبوهاب الجايد، ونفذه عبدالعزيز وزكريا عامر، ونسخوا شريط، ادوه لـ سمير الإسكندراني يذاكر عليه، خد سمير الشريط، وطلع على فاروق شوشة، وقال له: اسكت، مش أنا عملت دويتو مع الأستاذ عبوهاب، ومعايا الشريط أهو، خد ذيعه بقى في الراديو، وقد كان.
في ظرف ساعات، كانت الغنوة اتذاعت لها ييجي خمس مرات، في محطات إذاعية مختلفة، وبقت دويتو، وهرب سمير الإسكندراني، على فين؟ على إسكندرية طبعًا، مش إسكندرانى؟
قعد عبوهاب يدور عليه بتاع أسبوع، كانت الغنوة ضربت، ورد الفعل عليها كان استظراف من الجمهور، وحاجة يعني لطيفة، فـ قرر عبد الوهاب إنه يسامح الإسكندراني، ودعاه لـ البيت عشان يصفوا الأجواء، راح الإسكندراني لـ بيت عبدالوهاب، كان قبلها عبدالوهاب، مدي سمير الإسكندراني 200 جنيه، أجره على الغنوة، علشان يطبع إسطوانة بيها.
في بيت الأستاذ، كان مجدي العمروسي جايب رزمة فلوس، من إيراد الشركة، ومحطوطة جنب عبوهاب، فـ وهم بـ يتكلموا، نط سمير الإسكندرانى، قفش رزمة الفلوس، عد منها 300 جنيه، وقال: أنا خدت 200، ودول 300، كدا بقينا 500 جنيه، هو دا أجري المظبوط، وجري من البيت.
بس يا سيدى، مخابراتى مخابراتى يعنى، مفيش كلام.