انتصار تاريخي.. رحلة السودان للخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب
عقب خروج السودان رسميا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودخول قرار الولايات المتحدة حيز التنفيذ اليوم الإثنين، بعد انقضاء فترة إخطار الكونجرس البالغة 45 يوما. اعتبر السودانيون اليوم بمثابة عيد عقب خروجهم من قائمة الإرهاب التى استمرت لسنوات طويلة، عانت البلاد خلالها من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة العقوبات التى فرضت جراء دخولها القائمة بسبب إيوائها للجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
◄ البداية عام 1993 بسبب القاعدة
بسبب إيوائه مجموعات وشخصيات إرهابية على رأسها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أدرج السودان عام 1993 على قائمة الدول الراعية للإرهاب، مما تسبب في خسائر بنحو 300 مليار دولار للبلاد.
وجرى إدراج السودان على قائمة الإرهاب خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في عام 1993.
◄ العقوبات الاقتصادية على السودان 1997
وفرضت واشنطن آنذاك مجموعة من العقوبات الاقتصادية على السودان بدءا من عام 1997، واستمرت هذه العقوبات قرابة عقدين من الزمن.
كما تم تجميد الأصول المالية السودانية، ومنع تصدير التكنولوجيا الأمريكية إلى السودان فضلا عن إلزام المستثمرين الأمريكيين، شركات وأفرادا، بوقف سبل التعاون الاقتصادي مع السودان باعتباره يمثِّل مصدرا لتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة ولسياستها الخارجية.
◄ 2017 قرار برفع العقوبات على السودان
فى عام 2017 صدر قرار رفع العقوبات، وعزت الولايات المتحدة هذا القرار إلى الجهود السودانية الملموسة في مجالات عدة منها مكافحة الإرهاب وتحسين حالة حقوق الإنسان ومعالجة المخاوف الأمريكية المتعلقة بانتهاكها خاصة في إقليم دارفور وتعزيز وقف إطلاق النار في مناطق النزاع.
وأبقت الولايات المتحدة السودان مدرجا على قائمة الإرهاب، ما قلل كثيرا من التداعيات الإيجابية المترتبة على قرار رفع العقوبات.
◄ محاولات الخروج من القائمة
فى فبراير من العام الجارى، أعلنت وزارة العدل السودانية أنها وقعت اتفاقا في واشنطن مع أسر ضحايا تفجير المدمرة كول التي تعرضت لهجوم قبالة ميناء عدن اليمني عام 2000، في إطار جهود السودان لشطب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
كما أعلن السودان صراحة في اتفاقية التسوية المبرمة عن عدم مسؤوليته عن هذه الحادثة أو أي حادثة أو أفعال إرهاب أخرى، وأنها دخلت في هذه التسوية من أجل المصلحة الاستراتيجية للدولة السودانية.
كما أودع السودان في حساب مشترك مبلغ 335 مليون دولار أمريكي، عبارة عن تعويضات لذوي ضحايا الباخرة الأمريكية يو إس إس كول في خليج عدن عام 2000، وضحايا تفجير السفارتين الأمريكيتين في دار السلام التنزانية، ونيروبي الكينية عام 1998.
كما قدم السودان تعويضات لاغتيال الدبلوماسي الأمريكي جون جرانفيل في الخرطوم 2008.
◄ مكاسب خروج السودان من قائمة الإرهاب
أكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أن رفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب يفتح فرصا كبيرة للبلاد.
وأشار حمدوك إلى أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب إشارة لعودة الاستثمارات العالمية وتطوير البنى التحتية.
ومن بين الفوائد أيضا هو حصول الشعب السوداني على كافة المنتجات التقنية بشكل مباشر بعد رفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
كما أن رفع اسم الخرطوم يعد فرصة لإعفاء السودان من الديون الخارجية المتراكمة.
وأكد خبراء أن خطوة شطب السودان من قائمة الإرهاب فتحت بارقة أمل كبيرة أمام الاقتصاد السوداني المثقل بديون تقدر بنحو 60 مليار دولار ومعدلات تضخم بلغت 212 بالمئة وتدهور مريع في كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية والبنية التحتية وانهيار شبه كامل في القطاع المصرفي وتراجع كبير في قيمة العملة الوطنية ومعدلات فقر فوق 70 بالمئة وبطالة عند 40 بالمئة.
كما ارتفع سعر الجنيه السودانى لأول مرة منذ سنوات عقب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برفع السودان من قائمة الإرهاب.