محمد آراز أم وهاب زاده.. من منهما فجر غضب الإيرانيين فى وجه أردوغان؟
رغم نشر تقارير إيرانية، أمس الجمعة، بأن كاتب بيت الشعر الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأثار غضبًا واسعًا في إيران، هو الشاعر الأذري محمد إبراهيموف المعروف أدبيًا باسم محمد آراز، إلا أن رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخرالدين ألتون، صرح اليوم السبت، بأن القصيدة التي ألقاها أردوغان تعود للشاعر الأذري "بختيار وهاب زاده".
وقدمت «الدستور» معلومات عن إبراهيموف، وترصد في السطور التالية معلومات عن بختيار وهاب زاده، وأيا كان مؤلف بيت الشعر الذي تلاه أردوغان، فإنه أوقع دون قصد الرئيس التركي في شر أعماله وأثار عليه أحد أهم حلفائه في المنطقة.
ويعد بختيار وهاب زاده شاعرًا وكاتبًا مسرحيًا ومترجمًا وأستاذًا جامعيًا وسياسيًا أذريًا، ويعد ثاني أعظم شاعر معاصر لأذربيجان بعد ساميد فورجون، ولد في عام 1952 وتوفي عام 2009، انتقل مع عائلته إلى باكو في عام 1934، ودرس فقه اللغة في جامعة أذربيجان الحكومية، وعمل هناك أستاذًا حتى عام 1990 إلا خلال الفترة بين العامين 1962-1964 عندما طُرد بسبب ميوله السياسية، وخلال تلك الفترة عاش في فقر مدقع حتى باع مجوهرات زوجته.
وحصل وهاب زاده على الدكتوراه عن رسالته التي كتبها حول الشاعر الأذربيجاني ساميد فورجون في عام 1951، وبسبب خوفه من التعرض للاعتقال دمر غالبية أعماله الشعرية المبكرة، ولكنه احتفظ بعينة صغيرة فقط من مخطوطات أعماله عن طريق إخفائها في الساق الاصطناعية لوالدته.
وتميزت كتاباته بالقومية وعن بلده أذربيجان وقيمة العائلة والطبيعة واللغة والحرية، ونالت قصائده وأعماله شهرة في تركيا، حيث تمت ترجمة أعماله للغة التركية، وفاز وهاب زاده بجائزة الدولة الأذربيجانية الاشتراكية السوفياتية في عام 1974، وفاز بجائزة الدولة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بأكملها في عام 1984، ثم حصل على لقب شاعر الشعب في عام 1985، وحصل وهاب زاده على وسام العميد البحري من وزارة الثقافة الرومانية في عام 2002.
وكان وهاب زاده أحد رموز المثقفين الأذربيجانيين الذين ساهمت تصريحاتهم في عام 1988 في تصاعد التوترات بين السكان الأذربيجانيين والأرمن في مقاطعة شاماخي التي أدت في النهاية إلى تبادل قرية كوركونك.
وعمل وهاب زاده نائبًا لمجلس السوفيت الأعلى لجمهورية أذربيجان منذ عام 1980، وواصل مهامه البرلمانية بعد حصوله على الاستقلال في انتخابات البرلمان الوطني الأذربيجاني في عام 1995 ومرة أخرى في عام 2000، وفي 15 أبريل 1995 مُنح وسام الاستقلال المرموق لمساهمته في حركة الاستقلال الوطني لأذربيجان من قبل رئيس أذربيجان آنذاك حيدر علييف، وتمت تسمية شارع رئيسي في باكو باسمه، وهناك مدرسة ثانوية في مدينة أضنة التركية على اسمه، وحدائق باسمه في كل من قونية وأنقرة، وشارع في بلجراد باسمه.
كان قد أشعل بيت شعر من قصيدة أذرية، تلاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء حضوره عرضًا عسكريًا للقوات الأذربيجانية في باكو، أزمة دبلوماسية مع إيران، استدعت على إثرها السفير التركي لديها لتقديم توضيح حول استخدام أردوغان بيت الشعر من قصيدة تتحدث عن احتلال إيران لأذربيجان، وتتحدث عن نهر آراس وقيمته التاريخية لدى الشعب الأذري.
وكانت منطقة نهر آراس تخضع للسيادة الإيرانية حتى عام 1813، ولكن وفقًا لاتفاقية تاريخية بين إيران وروسيا والمعروفة باتفاقية كلستان، تنازلت إيران عن هذه المنطقة لصالح روسيا.