سفيرنا في بريطانيا: هل تتخذ لندن إجراءات حاسمة ضد الإخوان قريبًا؟
أكد طارق عادل، سفير مصر لدى المملكة المتحدة، أن جماعة الإخوان المسلمين هي أصل العنف، وهي من وظفت الأفكار لتنفيذ الهجمات الإرهابية في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك أوروبا.
وتساءل سفير القاهرة في لندن في مقال نشرته صحيفة "ذا ناشونال" قائلا: لقد رأت بريطانيا تداعيات أيديولوجية الإخوان المسلمين ولكن هل هناك من يستمع؟
وأضاف، بعد 5 سنوات من وقوع هجمات إرهابية في باريس أسفرت عن مقتل 130 مدنيًا بريئًا، ما زالت أوروبا تعاني على أيدي المتطرفين.
وأظهر هجوم الشهر الماضي في فيينا، والذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي، تصميم أولئك الذين يسعون لنشر عدم تسامحهم في جميع أنحاء العالم.
وكان المسلح، الذي قتل 4 أشخاص وأصاب أكثر من 10 آخرين، قد سجن العام الماضي لمحاولته السفر للانضمام إلى الجماعة في سوريا.
وتابع: الهجمات في المملكة المتحدة خارج مجلسي البرلمان في وستمنستر في عام 2017 وفي جسر لندن في نفس العام ومرة أخرى في عام 2019 نشأت من نفس الجذور، حيث أنه من الواضح أن أيديولوجية الكراهية السامة العابرة للحدود لا تعرف حدودًا ولا أوطانا.
وأشار السفير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى مباحثات ومناقشات صادقة حول العلاقة بين المتطرفين العنيفين والمتعاطفين "غير العنيفين" معهم، حيث عملت جماعة الإخوان المسلمين على خلق المبررات من خلال تمرير أفكارهم لشرعنة الهجمات الإرهابية في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك أوروبا.
وأضاف: لقد وفرت جماعة الإخوان المظلة "السلمية" للجماعات الإرهابية، الشرعية والغطاء السياسي لأولئك الذين يرتكبون الفظائع باسم الإسلام.
وأوضح السفير أن الإخوان أرسوا الأسس الأيديولوجية لعشرات المسلمين للجوء إلى العنف نتيجة إيديولوجية تعتبر المجتمعات الغربية معادية للإسلام والمجتمعات الإسلامية، وبالتالي فإن الإسلام "يتعرض للهجوم"، وبالتالي، يقترح البعض أن للمسلمين الحق في الدفاع عن دينهم بالعنف حتى ضد المدنيين الأبرياء، والنتيجة النهائية هي سلسلة هجمات تنظيم داعش الإرهابي والأحداث المأساوية التي شهدتها فيينا مؤخرًا.
وقال السفير: بالنسبة لأولئك الذين اضطروا للعيش والتعامل والاحتكاك مع الإخوان المسلمين، لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا، ففي مصر، لا يزال البعض يغري بإغراء هذه المنظمة التي تهدف إلى تشويه صورة مصر وتدميرها، وفي الأشهر الـ 12 التي أعقبت انتخابات يونيو 2012، دخلت مصر في نفق الإسلام السياسي المظلم.
وأكد السفير أنه لا يخفى على أحد أن الإخوان المسلمين لم يغفروا لمصر الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بهم عن السلطة في صيف 2013، ولا يخفى أيضا محاولات الإخوان لتقويض التقدم اللاحق لمصر والتي قادته قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى الموالية للإخوان.
وقال: إن التهديد الذي يشكله الإخوان المسلمون اليوم عظيم كما كان في أي وقت مضى، فهي جماعة لا تؤمن بفكرة الدولة القومية التي يعتبرها الغرب أمرا مفروغا منه، حيث إن حلمها بحكم الخلافة والسعي إلى التطبيق الأكثر صرامة للإسلام الأكثر تحفظًا هو ببساطة لعنة على الحضارة الإنسانية.
وأشار إلى أنه في الحقيقة أن الإخوان المسلمين كارثة على العالم بأسره وليس على مصر فقط، مضيفا أنه لم يكن العنف بعيدًا عن الجماعة منذ محاولاتها في الستينيات لتأسيس جناح عسكري مسلح، حيث كان سيد قطب من الشخصيات البارزة التي دعت إلى العنف.
وقد برر يوسف القرضاوي، وهو الزعيم الروحي للإخوان المسلمين، الهجمات الانتحارية ضد المدنيين، قائلًا في وقت من الأوقات: "هذا ليس انتحارًا، إنه استشهاد باسم الله".
وتابع: من المهم أن نتذكر كذلك أن أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن كزعيم للقاعدة، بدأ على طريق العنف كعضو في جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح السفير أن الاعتراف بهذا الارتباط بين الإخوان وداعش والقاعدة وجماعات الإرهاب ليس عالميًا للأسف، إلا ان هناك دول أوروبية تشعر الآن بالعواقب ومن ثم يتبنى البعض تدابير سياسية جديدة استجابة لخطر الجماعة، بينما يتباطأ البعض الآخر في الاستجابة.
وفي بريطانيا، يعد هذا العام هو العام الخامس منذ إتاحة الفرصة لمواجهة هذا التهديد القومي، والذي تم تكليف السفير البريطاني في الرياض آنذاك، جون جنكينز، بمراجعة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في عام 2014 نيابة عن حكومة المملكة المتحدة.
وخلص إلى أن جماعة الإخوان المسلمين مستعدة لتأييد العنف بما في ذلك الإرهاب، وكتب أيضا أن جوانب أيديولوجية وتكتيكات الإخوان المسلمين في بريطانيا وفي الخارج تتعارض مع القيم وتتعارض مع المصالح الوطنية والأمن القومي، وقد سعى الموالون للجماعة إلى ضخ فكرتهم عن الإسلام المحافظ في بريطانيا والغرب بشكل عام.
وذكر التقرير أن "الكثير عن جماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة لا يزال طي الكتمان، بما في ذلك العضوية وجمع الأموال والبرامج التعليمية، لكن المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين والمنتسبين إليها كان لهم في بعض الأحيان تأثير كبير على أكبر منظمة طلابية مسلمة في المملكة المتحدة، والمنظمات الوطنية التي ادعت أنها تمثل المجتمعات الإسلامية وعلى هذا الأساس سعت وأجرت حوارًا مع الحكومةوالجمعيات الخيرية وبعض المساجد. "
وتابع السفير قائلا: وعندما نُشر التقرير، قال رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون إن النتائج كشفت عن علاقة الإخوان الغامضة للغاية بالتطرف العنيف، ولكن في السنوات الخمس التي تلت ذلك، لم يتم عمل ما يكفي للتعامل مع ما خلص عنه التقرير او تصريحات كاميرون.