#أنا_متبرع_مصري يشعل «تويتر»: نهب الحياة والأمل
اجتمع عدد من الشباب على نفع الناس؛ تطبيقًا لقول الرسول (ص): "خيرُ الناس أنفعهم للناس"، فتكونت حملة كبيرة للتوعية بأهمية التبرع بالدم يقوم عليها الاتحاد المصري لطلبة صيدلة على مستوى مصر EPSF في 37 جمعية، وهي تابعة أيضًا للاتحاد الدولي لطلبة صيدلة IPSF في ٨٢ دولة الذي يعمل على خدمة المجتمع والطالب الصيدلي والتطوير منهم من خلال حملات التوعية مختلفة وبرامج سنوية ضمن حملات أخرى يقوم بها الاتحاد على مدار 3 مرات في السنة.
سهيلة: التبرع بالدم حياة
"قصتي مش مميزة بس محاولة عشان نصنع فرق بسيط"، كلمات بدأت بها سهيلة سويلم، الطالبة بكلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وإحدى أعضاء الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة، راويتها أن والدها في آخر أيامه في الحياة أصيب بالفشل الكلوي، ومن توابع هذا المرض احتياجه لنقل الدم له كيسين أو ثلاثة وصفائح دموية بشكل دوري خلال الأسبوع، وبدون تلك الخطوة تصبح حياته في خطر محقق.
تتذكر سهيلة، مع "الدستور"، أن السيناريو الذي عايشته كل مرة هو البحث في المستشفيات وبنوك الدم على أكياس دم، وفي كثير من الأوقات تجد أن الرد "مفيش"، وحين تنجح في إيجاد ما ينقذه هذا الأسبوع تبدأ رحلة التساؤلات في رأسها: "المرة دي لقينا يا ترى المرة الجاية مصيره إيه؟!"
تقول إن الكيس الواحد منذ 10 سنوات كان ثمنه 500 جنيه وكانت لهم القدر على تحملها، في الوقت الذي كان هناك حالات أخرى بجوار والدها من فشل كلوي ومرضى سرطان الدم كان مصيرهم في الحصول على أكياس الدم مجهول، يعيشون معاناة يومية لا حل لها، لكن "هنوصل للاكتفاء الذاتي لما مفهوم كل واحد فينا عن التبرع بالدم يتغير، لما كل أسرة يبدأوا يفكروا في التبرع ويفهموا أهميته وقيمته ويبقى دا شئ بيمارسوه بشكل دوري".
وتقول إنها كانت قد عرفت الاتحاد ومبادراته قبل الانضمام له، وأحبت فكرة تشجيعهم للناس من مختلف الأعمار على التبرع بالدم، والتوعية بالحملات التي تتم بالفعل، ما كان له عامل كبير ألهمها بأن تكون جزء من هذا الكيان.
"عشان دايمًا لازم نكون بنؤمن بالشيء وننفذه قبل ما نقنع بيه غيرنا فبدأت بنفسي واتبرعت بالدم في أول ايام الحملة"، تتابع "سهيلة" كلماتها عن أول أيام التبرع لها، معبرة عن سعادته عندما علمت أنها مناسبة للتبرع، واصفة ذلك: "إنقاذ ٣ أشخاص صدقة متعبتش فيها بس جزاءها ملوش حدود"، ومن هنا بدأت مشاركة أصدقائها التجربة وتشجيعهم عليها.
واختتمت عن تجرتها مع التبرع بالدم: "بكيس دم واحد مني بنقذ حياة ٣ أفراد، كيس دم واحد بيتجدد جواك، ولازم نوصل للاكتفاء الذاتي اللي يخلي أي حد محتاج دم أو صفائح يلاقيها بسهولة وببلاش.. أوهب أمل وحياة".
والتقط مصطفى الإسناوي، الطالب بكلية الصيدلة جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، أطراف الحديث قائلًا: نحن نريد كطلبة صيدلة تابعين للاتحاد المصري لطلاب الصيدلة أن نواكب رؤية الدولة وهي اكتفاء ذاتي 2030، وقررنا نشر قصصنا لتوعية الآخرين بضرورة هذه الخطوة، خاصة مع وجود فيروس كورونا وزيادة العجز في المستشفيات.
يروي الإسناوي، لـ"الدستور": قصتي بدأت من سنوات طويلة عندما قررت التبرع بالدم وحاولت إقناع أهلي بذلك، لكنهم واجهوها بالرفض، إلى أن مرض خالي وأصيب باللوكيميا، وكان يحتاج إلى أكياس دم وصفائح دموية بكميات كبيرة، ويجب أن يكون ذلك بصفة دورية، إضافة إلى أن تكلفة ذلك مع علاجه كانت مرتفعة، ووقتها عرضت على أهلي أن أتبرع له وغمرتي السعادة لموافقتهم.
وتابع "كانت أول تجربة ليّ في التبرع، وشعرت بإنجاز كبير حققته، واصفًا لحظة معرفة خاله بأنه تبرع له بعد أن حضنه بـ: "مش هقدر أبدا أنسى الإحساس دا وقتها"، متابعًا أنه في ذلك الوقت كان يرى كثير من المرضى المحتاجين للتبرع بالدم ولكن ما باليد حيلة، ومن وقتها أصبحت وعائلتي متبرعين منتظمين كل فترة.
واختتم كلماته: إيماني بكسب كثير من الحسنات لمجرد الجلوس 5 دقائق للتبرع، يجعلني أهرول إلى عربات التبرع بالدم بحماس طفل مع أمه، فالتبرع يجدد دمك ويطهره، "يمكن خالي دلوقتي متوفي بس كل حد أنا بنقذه هو في ميزان حسناته".
وقدم الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF) الاستعداد للقيام بأكبر حملة توعية عن أهمية التبرع بالدم على مستوى الجمهورية من خلال 37 كلية صيدلة من كل جامعات مصر، بالتعاون مع بنك الدم، موازاة لخطة وزارة الصحة للوصول للاكتفاء الذاتي من أكياس الدم بحلول 2030 وذلك لسد احتياجات المصابين.
وحصل الاتحاد المصرى على تكريم خلال اليوم العالمي للتبرع بالدم في دوري الدول العربية 2016، وجائزة أفضل منظمة طلابية في مصر على إقامة حملة التبرع بالدم من المركز الوطني لنقل الدم، وجائزة أفضل اتحاد يقيم حملة التبرع بالدم والمقدمة من بنك الدم، ووسام شرف جامعة الدول العربية في اليوم العالمي للتبرع بالدم، أيضًا جائزة أفضل نشاط طلابي في التوعية بأهمية التبرع بالدم والمقدمة من الاتحاد العالمي لطلاب الصيدلة (IPSF) بعدما تفوق على أكثر من 80 دولة من أعضاء الاتحاد العالمي لطلاب الصيدلة.
وأثنى الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، على حملات التبرع بالدم، مشيرًا إلى أن لها فوائد كبيرة على المتبرع منها تنشيط الدورة الدموية، بالتالي تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم المختلفة، ما يؤدي إلى التقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، حيث يقوم بدوره في تقليل نسبة الحديد في الدم، والذي إذا زاد تزيد من نسبة الإصابة بهذه الأمراض، وغيرها من الفوائد.
وأكد "بدران"، أنه يتم تعويض كمية الدم المتبرع بها خلال من 12 إلى72 ساعة، كما يتم تعويض بروتينيات الدم خلال من 3 إلى 4 أيام، أيضًا يتم تعويض كرات الدم الحمراء بعد 3 أيام ويكتمل خلال من 4 إلى 8 أسابيع حيث يتم فصل دم المتبرع بعد التبرع مباشرة إلى مشتقات عديدة مثل كرات الحمراء المركز، والصفائح الدموية التى يمكن حفظها لمدة 5 أيام.
وأكد الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، أن التبرع بالدم عمل إنساني وواجب ديني عظيم، لما له من دور كبير في إنقاذ حياة آلاف المرضى الذين هم في أمسّ الحاجة لنقل الدم، كما أنه عمل يتقرب به العبد إلى ربه، أيضًا لها منافع طبية ونفسية تعود على المتبرع بالخير والنفع.