حزبا القوات والكتائب: الدعم يمثل إهدار فادح لأموال اللبنانيين
اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، أن دعم أسعار المحروقات والغذاء والدواء على نحو ما هو عليه، يمثل إهدارا كبيرا وفادحا لما تبقى من ودائع اللبنانيين في القطاع المصرفي واستنزافا للاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي، كونه يُقدم بصورة عشوائية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سمير جعجع بمقر حزب القوات اللبنانية، وخلال اجتماع المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية برئاسة سامي الجميل، اليوم الثلاثاء.
وقال جعجع، إن الدعم بصورته الحالية يأتي من ودائع المواطنين اللبنانيين لدى البنوك باعتبار أن الدولة لا موارد لديها، كما أن المؤسسات الدولية المانحة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما، لا تثق في الدولة اللبنانية.
وأضاف: "الكارثة الأكبر بالدعم هي أنه بشكل عام، فعلى سبيل المثال يتم دعم كل كميات المحروقات والأدوية والمنتجات التي تدخل لبنان، وهذه السلع والمنتجات والمواد تعرض في السوق المحلي، وتتعرض للتهريب إلى خارج البلاد بكميات كبيرة لاسيما إلى سوريا، كما أن بعض التجار وكبار المستوردين يقومون بتخزين تلك السلع والمنتجات المدعومة من أجل إعادة بيعها عقب رفع الدعم ومن ثم جني الأرباح الهائلة".
وأشار إلى أن الدعم يستفيد منه جميع اللبنانيين، من هو بحاجة إلى الدعم ومن هو ليس بحاجة إليه، على نحو يمثل إهدارا عشوائيا لأموال المواطنين اللبنانيين؛ لأن فلسفة الدعم هي أن تقوم الدولة بدعم الطبقات المحتاجة فقط، داعيا إلى إنشاء برامج لدعم العائلات الأكثر فقرا واحتياجا من خلال بطاقات مخصصة لها بدلا من الدعم على صورته الحالية.
وانتقد جعجع، التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى مُضي 40 يوما على تكليف زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري بتأليف الحكومة، غير أن الحكومة لم تتشكل حتى الآن على الرغم من الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية الخانقة التي يعاني منها لبنان ووسط مخاوف جدية من وصول الدورة الاقتصادية إلى حد الصفر.
وقال: "إذا سألنا رئيس الجمهورية ميشال عون فإنه يلقي باللائمة على رئيس الوزراء المكلف في التأخر بتشكيل الحكومة، وإذا سألنا رئيس الوزراء المكلف فإنه يلقي باللائمة على رئيس الجمهورية، الحقيقة أن التأخير سببه الأكثرية النيابية الحاكمة المتمثلة في حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر؛ لأن تلك الأكثرية هي التي تمسك بزمام السلطة الحقيقية".
وأوضح "الأكثرية النيابية الحالية منذ عامين ونصف العام وهم مزهوون بأنفسهم كون الأكثرية بأيديهم، غير أنهم يرفضون تحمل مسئولية ما وصلت إليه البلاد من انهيار ودمار، تقدموا باستقالاتكم لكي نذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة تفرز أكثرية نيابية تقوم بتحمل المسئولية بشكل أفضل".
من جانبه، حمّل رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، مجلس النواب الحالي، مسئولية الانهيار الذي يشهده لبنان، مضيفا "المجلس يريد ارتكاب جريمة جديدة بحق الشعب اللبناني، ذلك أنه يحاول أن يغطي الانهيار من خلال ما تبقى من احتياطي من النقد الأجنبي، سواء الاحتياطي الإلزامي أو الذهب أو من خلال أملاك الدولة التي يُحكى عن بيعها، وهذا ما تبقى من احتياط للدولة وللأجيال القادمة للنهوض بالبلد يوما ما عند إحداث تغيير حقيقي في السياسة".
وقال: "عمليا يُخيّروننا بين شرين، إما رفع الدعم أو استعمال هذا الاحتياط، رفع الدعم يعني المزيد من الإفقار والمعاناة لكل العائلات اللبنانية، واستعمال الاحتياط يعني ضرب أي إمكانية للنهوض بالبلد في المستقبل"، مشددا على أن تشكيل حكومة مستقلة عن القوى والأحزاب والتيارات السياسية هو السبيل الوحيد للإصلاح وإنقاذ لبنان.