الرئيس الفرنسي السابق يحذر من خطر التطرف والإسلام السياسي على فرنسا
فى الذكرى الخامسة للهجمات الإرهابية على فرنسا فى 2015 والتى خلّفت عشرات الضحايا، أكد الرئيس الفرنسى السابق، فرانسوا أولاند، أن العلمانية الفرنسية لا تعنى تحطيم الأديان بل تعنى الاعتراف بها كعناصر للحرية.
واستحضر أولاند فى حواره لـ"جلوبال ووتش أنلاسيس" ذكرى الاعتداءات وآلام الضحايا وعائلاتهم، وحرصه على عدم الوقوع في الفخ الذي نصبه الإرهابيون وهو تقسيم الفرنسيين وتحريضهم على بعضهم البعض.
وتعليقا على الخلافات الأخيرة التي ألهبت بعض البلدان الإسلامية حول موضوع الرسوم الكاريكاتورية للرسول يخاطب فرانسوا أولاند السكان المسلمين الذين ربما صدمتهم هذه الرسوم الكاريكاتورية، ويطمئنهم إلى أن العلمانية الفرنسية لا تعني تحطيم الأديان بل تعني الاعتراف بها كعناصر للحرية.
وأضاف أولاند أن الحرية قاعدة في فرنسا حيث يجيز القانون الرسوم، ولكن ليس الكراهية، وأنه لا يحق لأحد في فرنسا مهاجمة الناس بسبب انتمائهم الديني.
وحول ما بقى من ذكريات الحادث فى ذاكرة أولاند، قال: "بعد خمس سنوات من الهجمات على ملعب فرنسا، باتاكلان، ستظل ذكرى ظلت محفورة في ذاكرتي لأنني كنت رئيسا وقمت بقياس محنة وألم العديد من العائلات التي أصيبت، كنت سأقول إن هذه العائلات والضحايا من جميع الأديان وألوان البشرة جاءوا ليكونوا معا".
وأوضح أولاند أنه كان فى مواجهة الإرهاب، خاصة تنظيم داعش الإرهابى، مشيرا إلى أن التنظيم الإرهابى هو من شن الحرب علي فرنسا، مضيفا أن تدخل بلاده فى التحالف في سوريا والعراق وضرب التنظيم الذى تم القضاء عليه هو فقط كان جزءًا من رد فرنسا.
وتابع أولاند: "ما يهم الرئيس هو منع الإرهابيين من تقسيمنا وإبعادنا عن بعضنا البعض، لكن هناك أيضا ردود أفعال تورط مسلمين لا علاقة لهم بهذه الأحداث، حيث إن الأمر يتعلق باختطاف الإسلام الذي هم عليه غالبا الضحايا الأوائل".
وأضاف: "خطاب الكراهية لم يقتصر على الجماعات المتطرفة فقط بل الإخوان المسلمين أيضا".
وأوضح أولاند أن الخطاب الذى يحرض على الكراهية والعنف لم يعد فقط من اختصاص الجماعات المتطرفة، ولكن أيضًا من عمل جماعات مثل الإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي.
وبسؤاله عن كيفية التعامل مع خطاب الكراهية الذي ابتليت به فرنسا، قال أولاند إن ما ابتليت به فرنسا هو التطرف، إنها حقيقة استخدام دين لشن هجمات أو اعتداءات على روح الجمهورية ذاتها.
وأضاف: ليس صحيحًا استخدام دين ضد الجمهورية الفرنسية أو ضد دين آخر، يجب أيضًا محاربة الإسلام السياسي الذي يشجع ويبرر في نهاية المطاف هذه الأعمال الإرهابية.
واختتم أولاند حواره قائلا: "لكن لا تخلط أبدًا بين الإسلام والمسلمين والإرهابيين، يجب أن نتمسك دائما بالحرية نفسها للجميع، بغض النظر عن الدين، وأن الإرهابيين إرهابيون قبل أن يصبحوا رجالا أو نساء متعصبين لإله اختطفوه"