لماذا تعاقدت مصر للحصول على لقاح «فايزر» لمواجهة كورونا؟
منذ بدء تفشى جائحة كورونا والعالم يتصارع لانتاج لقاح يمكن من خلاله القضاء على الوباء، الذي حاصرنا بين عيشة وضحاها وأصبح يهدد حياة الملايين، وتهديده لاقتصاديات دول كبرى ومستثمرين أعلنوا إفلاسهم، ولعل لقاح "فايزر"، التابع للشركة الأمريكية للأدوية هو آخر اللقاحات المٌعلنة، والتي ينتظرها العالم؛ لتخرج إلى النور.
فما هو لقاح فايزر؟
لقاح فايزر أحد أهم منتجات شركة فايزر الأمريكية للأدوية، وهي شركة عملاقة في مجال صناعة الأدوية بشكل عام، وقالت الشركة إن لقحاها التجريبي لمرض "كوفيد 19" المنتج بالشراكة مع "بيونتيك" الألمانية، فعّال بنسبة تزيد على 90 بالمئة.
قامت الشركة بتجريب اللقاح على 47 ألف شخص، أكدوا أنهم لم يشعروا بأي من الأعراض الجانبية للقاح أكتر من دوار ودوخة شديدة لكنها ما لبثت أن ذهبت في غصون وقت قصير، الأمر الذي دفع عدد كبير من الدول إلى محاولة الحصول على اللقاح ومنها مصر.
لماذا تعاقدت مصر للحصول على اللقاح؟
قال الدكتور أيمن أبوالعلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن لقاح فايزر لمواجهة فيروس كورونا أعطى أمل للعالم بأسره، بعدما أكدت النتائج أنه فعّال بنسبة تزيد على 90 بالمئة في حال تلقي الشخص جرعتين منه.
وأضاف أبوالعلا، أن اللقاح يمثل طفرة حقيقية، لاسيما وأن الشركة المنتجة ستطرح مليار و٣٠٠ مليون جرعة في ٢٠٢١، بعد أن تم اعتماده في الأيام الماضية.
وأوضح النائب أن شركات عديدة في طريقها لإنتاج أمصال أخرى، إلا أن لقاح فايزر هو الذي أثبت فعالية كبيرة حتى الآن، مشيرا إلى أن مصر تعاقدت مع الشركة للحصول على جزء من الإنتاج الخاص بلقاح فيروس كورونا.
وأكد عضو مجلس النواب، أن الأولوية في الحصول على اللقاح للطواقم الطبية باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة.
وحول عيوب اللقاح، أشار إلى أنه غير معروف حتى الآن استمرار المناعة الناتجة عنه، وهذا الأمر مرتبط بدرجة تحور الفيروس، موضحا أنه من بين العيوب كذلك هو صعوبة عمليات نقل اللقاح من دولة إلى أخرى، حيث أنه يحتاج للحفظ في درجة حرارة 70 تحت الصفر.
من جانبه قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن مصر متعاقدة مع مبادرة كوفاكس وهي المبادرة الدولية للتوزيع العادل للقاحات المنشأة من منظمة الصحة العالمية لتوزيع اللقاحات على دول العالم المشتركين فيها، ومنها مصر التي من المقرر صرف لقاحات تكفي لعشرين مليون شخص.
وأضاف استاذ علم اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، لـ"الدستور" أن لقاح فايزر هو صاحب أفضل نتائج معلنة حتى الآن، وهو ضمن 202 لقاح محتمل مسجل في منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس كورونا، وهو أيضًا واحد من ضمن 10 لقاحات تمكنوا من الوصول إلى مراحلهم النهائية في التجارب على البشر، خاصة بعد تجريب اللقاح على ٤٣ ألف شخص.
وأكد أن الشركة المنتجة متفائلة بشأن اللقاح الجديد بعد أن أعلنت خروج التقرير المبدئي له للنور في منتصف العام القادم، وبناء على تلك النتائج المبشرة استطاعوا الإعلان عن 50 مليون جرعة كمرحلة أولى في ٢٠٢٠.
وأضاف أن اللقاح لا يزال حتى الآن آمن للاستخدام على مجال الذاكرة القصيرة، بمعنى أنه يحمي أصحابه من الإصابة بالفيروس على مدار مدة محددة من ثلاث أشهر وحتى عامين على أحسن تقدير.