متى تهنأ الشعوب بحياة آمنة؟
شدنى عمود فى واجهة الصحف على النحو التالى: «وزير الخارجية مايك بومبيو يتعهد بمنع نظام طهران من استخدام الموارد الطبيعية للشعب الإيرانى لتمويل الإرهاب ودعم القمع»، معلنًا تقديم وزارة العدل الأمريكية شكوى لمصادرة شحنات نفط تخبئ أسلحة الموت والدمار والخراب، فبدلًا من أن توفر احتياجات الإنسان، تأتى مكانها شحنات الدمار والخراب، فينطبق المثل الشعبى القائل من الخارج ما شاء الله، ومن الداخل يعلم الله.
لهذا صدر القرار الأمريكى ممثلًا فى وزارة الخارجية بتقييد نظام مبيعات النفط والبتروكيماويات مع اتخاذ ما يلزم لمصادرة الشحنات التى فى مظهرها بترول وفى باطنها أسلحة دمار شامل عبارة عن صواريخ إيرانية مرسلة إلى الجماعات المتشددة فى اليمن، فضلًا عما يقرب من مائة مليون برميل من النفط الإيرانى، وكانت الولايات المتحدة قد احتجزت أربع ناقلات نفط متجهة إلى فنزويلا.
وكل تعليق وزير الخارجية الأمريكية أن ما تم يعتبر أكبر كميات يتم منعها من الوصول إلى دمار وخراب شعوب وبلدان.
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكى عن فرض العقوبات على الشركات التى تحمل الخراب والدمار لشعوب ينبغى أن تعيش آمنة وسالمة، وكانت شركات نقل المدمرات التى وقفت أمامها الولايات المتحدة، منها آريا ساسون بوليمير وشركة بنزين المحدودة وشركة كافيان للبتروكيماويات وشركة سترين المحدودة، وجميعها شركات نقل كما تقول الحكومة الأمريكية إنها شركات تقوم بنقل أسلحة الخراب والدمار.
ثم أعلنت الحكومة الأمريكية عن فرض عقوبات على المسئولين التنفيذيين وكل من له صلة بعمليات بيع وتوريد المنتجات البتروكيماوية الإيرانية.
وكان التعليق السائد هو بدلًا من إعالة الشعوب وسد رمق الجوع ومحاربة انتشار المرض ييسرون وينشرون الخراب والدمار وإراقة الدماء التى تحصد الصغير والكبير، ليتهم عوضًا عن ذلك يستخدمون عائد بترولهم فيما يفيد هذه الشعوب الفقيرة وينقذ أرواح الأبرياء ومن لا ذنب لهم من الذين يسقطون ضحايا للحروب والمرض والفقر والكروب والبلاء الذى لا يتورعون عن نشره فى جميع أنحاء الأرض.
أما المؤشر الآخر والذى لا يقل أهمية عن توفير الطعام للشعوب فهو وقف دعم الإرهاب فى كل ركن من أركان العالم، فليت الشعوب توجه أموالها إلى الغذاء والدواء والكساء وخلق نهضة تعليمية وفكرية تنهض بالبلاد والعباد.
وهنا كان لزامًا أن نحيى مصر حكومة وشعبًا فى شخص رئيسها الذى يضع فى صدارة أولوياته النهوض بشعبه وتوفير احتياجاته من غذاء وكساء ودواء وتعليم وخدمات على جميع أصنافها، كما لا يفوته النهوض بجيش مصر العظيم فى جنود أوفياء وسلاح يطابق الأحدث منه فى كل العالم.
كما ينبغى أن نرفع القبعة أو غطاء الرأس أيًا كان طرازه تحية لجيش مصر ولكل جندى وضابط على المستوى الداخلى ممثلًا فى وزارة الداخلية، وعلى المستوى الخارجى والعالمى فى شخص وزير الدفاع، وكل رجل بدءًا من جنود، وحتى أعلى الرتب تحية وتقديرًا للولاء والوفاء والاستعداد للتضحية بالحياة، لتحيا مصر آمنة متقدمة فاعلة مؤثرة.
وعودة مرة أخرى للمناطق المتأججة بالموت والدمار، ليتها تعود للرشد، وإلى العمل على النهوض بشعوبها وتوفير حاجة الشعوب المغلوبة على أمرها، ومن تعوزه الحكمة فليتعلم من مصر كما كانت دائمًا قدوة فى النهضة والتعليم، رغم ما أُحيك ضدها عبر السنين والعصور المتتابعة، لكن تبقى مصر دائمًا ذات أقدم تاريخ على المستوى العالمى، يشهد لها ويستشهد بها القاصى والدانى.