بودشيش يكشف سر اختيار «التصوف وتدبير الأزمات» عنوانًا للملتقى الـ15
رد الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى، مدير الملتقى العالمي الـ15 للتصوف، على السر في اختيار موضوع:"التصوف وتدبير الأزمات: دور البعد الروحي والأخلاقي في الحكامة الجيدة" ليكون عنوان ملتقى هذا العام؟ وذلك خلال الندوة دولية تم تنظيمها على هامش الملتقى العالمي للتصوف.
قال القادري إن السر في اختيار الملتقى الموضوع راجع إلى صميم الحاجة التي يفرضها السياق المعاصر الذي يعيش فيه الإنسان تداعيات الأزمة الصحية التي خلفها انتشار جائحة كوفيد 19، والتي كشفت عن كثير من الاختلالات التي يعاني منها المجتمع الإنساني، كأزمة القيم وأزمة السلوك وأزمة المعنى والفراغ الروحي.
أضاف القادري أنه نظرًا لمركزية البعد القيمي والأخلاقي والروحي والإنساني في المكون الصوفي، الذي يعتبر مكونا دينيا وحضاريا يسهم في بناء الفرد والمجتمع ويساهم في الخروج من الأزمات، اختارت الدورة 15 من الملتقى العالمي إتاحة الفرصة أمام الباحثين والمتخصصين لمدارسة مختلف الإشكالات وملامسة جوانب هذا الموضوع، وإبراز إسهامات الزوايا والطرق الصوفية في خلق مرجعية قيمية من شأنها أن تشكل حكامة ناجعة لتدبير الأزمات الطارئة، بفضل القيم الإحسانية التي تبثها في النفوس.
وتابع القادري أن السر يرجع أيضًا إلى ما يزخر به تراثنا الإسلامي من نماذج للحكامة الناجعة في تدبير الأزمات والتخفيف من تداعياتها المهلكة، استدعت الحاجة اليوم إلى ضرورة استلهامها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
أضاف أن العالم المعاصر بحاجة ماسة إلى من يعيد له التوازن بين الرأسمال المادي واللامادي، وذلك ببعث الجانب الروحي والقيمي والأخلاقي في الإنسان، في ظل تنامي توجه ذو بعد أحادي يغلب المصلحة الذاتية الضيقة والاستهلاك المادي الجشع.