كيف ستؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية على إسرائيل والفلسطينيين؟
لاتدور الانتخابات الأمريكية المرتقبة غداً الثلاثاء حول إسرائيل والصراع مع الفلسطينيين، فبالنسبة لمعظم الناخبين الأمريكيين فإن هذه مسألة هامشية تماماً، لكنها ذات أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين. فهناك سيناريوهات من قبل الجانبين استعداداً لاحتمالات فوز ترامب أو بايدين.
إسرائيل والسلطة الفلسطينية يعلمان جيداً أن التعامل الأمريكي مع الملفات العالقة سيتغير في حال فوز ترامب أو بايدن بيد اختلاف سياسة كل منهما.
الملفات التي تهم إسرائيل
بالنسبة لإسرائيل، فإن اتفاقات السلام التي جرى توقيعها مع الدول العربية، لن تتغير، ومن شأن فوز "بايدن" أن يشق الطريق إلى تعزيز التحالف العربي مع إسرائيل، إنطلاقاً من فكرة أن هذا التواصل سيغني عن الدعم الأمريكي المتواصل، بينما في حال فوز "ترامب" من المرجح أن تدخل دولاً أخرى في دائرة التطبيع مع إسرائيل.
انتصار "بايدن" قد يدفع دولاً كثيرة، تجري الآن اتصالات بشأن إمكانية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل إلى التراجع خطوة إلى الوراء وإعادة حساباتها. ربما ستنتظر لترى سياسة بايدن.
الملفات السياسية، الأمنية، والاقتصادية الأكثر جوهرية لإسرائيل وهي التهديد الايراني، حزب الله، استمرار الصراع مع الفلسطينيين – من شأنها أن تكون في إدارة بايدن في مكان آخر مما كانت عليه اليوم مع ترامب.
كما أن أهمية علاقات اسرائيل مع دول أوروبا ستزداد، وإذا دخل "بايدن" البيت الأبيض ستحتاج إسرائيل إلى ترميم فوري لعلاقتها مع الاتحاد الأوروبي الذي سيتعامل معه "بايدن" بشكل يختلف تماماً عن "ترامب".
أما في الملف الإيراني، ففي حالة فوز "بايدن"، فإن موقف دول أوروبا بالنسبة للاتفاق مع إيران سيكون أكثر أهمية بالنسبة للإدارة الأمريكية؛ فمن المؤكد أن يعود "بايدن" للتفاوض مع الإيرانيين لتعديل الاتفاق النووي، وفي ملف "الضم" فإن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة لوقف بسط السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية في حال فوز المرشح الديمقراطي.
السلطة الفلسطينية تفضل "بايدن"
فتحت السلطة الفلسطينية قنوات اتصال، مع جو بايدن، وبحسب التقارير، فإن الاتصالات تُدار بين رجال أعمال فلسطينيين، وأبناء من الجاليات العربية والفلسطينية في الولايات المتحدة، مع مستشاري "بايدن". ويأتي ذلك ضمن رغبة الفلسطينيين إلى فوزه في الانتخابات.
وبحسب المصادر، فإن "بايدن" وعد خلال الاتصالات، التراجع عن بعض قرارات "ترامب" ضد الفلسطينيين، كإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ودمج القنصلية الأمريكية في القدس بالسفارة لدى إسرائيل، وقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية وأونروا.
أما في حال فوز ترامب بالانتخابات، فإنه من المتوقع أن تلغى السلطة القطيعة معه، وستسعى لمحاورته عبر وساطات دول عربية من دون أن يعني ذلك القبول بـ "صفقة القرن".