هدف أمني .. لماذا يعتبر اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان ضربة لإيران؟
تنظر إسرائيل إلى اتفاق السلام مع السودان، بعين أمنية، فبجانب الإنجاز السياسي والدبلوماسي والاتفاقات الاقتصادية، إلا أن الهدف الأمني يفوق كل الأهداف.
السودان التي كانت تربطها علاقة قوية بإيران، طالما شكلته تهديداُ لإسرائيل التي تضع إيران على قائمة أولوياتها. سفن إيرانية رست في مرفأ بور سودان وأنزلت هناك شحنات محملة بصواريخ وراجمات، وحتى صواريخ مضادة للطائرات، وعبوات ناسفة وأسلحة فردية – كانت موجهة إلى حزب الله حماس والجهاد الإسلامي، هذه الأسلحة حُملت في شاحنات واستخدمت الطريق البري الطويل للوصول إلى قطاع غزة، وبعد التحركات لوقف هذه الشحنات، بدأت إيران تسلك الطريق البحري، والذي بطبيعة الحال تعرض أيضاـ لتحركات لوقف هذه الشحنات.
عندما اتضح للإيرانيين أن الطريق البحري أصبح صعباُ، انتقلوا إلى أسلوب آخر وهو إنتاج وسائل قتالية على أرض السودان، فبحسب التقارير، دُمِّر في أكتوبر 2012 مصنع أقيم بموافقة حكومة السودان التي حصلت على مقابل له؛ والذي نفّذ الهجوم الليلي، هو سلاح الجو الإسرائيلي، في عملية مشتركة مع الموساد الذي قدم المعلومات عن المصنع السري، هذه العمليات خفّضت بصورة كبيرة حجم التهديد من السودان.
الاتفاق الجديد سيعالج هذه الأزمة بشكل جذري، حيث سيتيح تشديد الرقابة على ما يُنفَّذ أرض السودان، وهو ما سيعد ضربة حقيقية للتنظيمات التي تنشط في الأراضي السودانية برعاية إيران التي يبدو أنها تتابع بقلق القنوات المتعددة التي تُغلق في وجهها.
بحسب التقديرات، فإن إيران ستحاول البحث عن طرق جديدة لدعم حلفائها في لبنان وغزة، وفي موازاة ذلك ستستخدم ضغطاً سياسياً في محاولة لمنع دول أُخرى من الانضمام إلى إسرائيل، والحديث يدور عن "قطر" التي تبذل إيران جهودا لمنع اتفاق سلام بينها وبين إسرائيل.