كيف كافحت «البيئة» نوبات تلوث الهواء؟
أعدت وزارة البيئة خطتها للحد من مصادر التلوث وتحسين نوعية البيئة وصون الموارد الطبيعية وتكثيف الجهود لخفض نسب تلوث الهواء، والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة والبلدية والمخلفات الطبية، وتوعية المواطنين بالسلوكيات البيئية السليمة التي تساعد في الحفاظ على سلامتهم، كجزء أساسي من دورها في خطة الدولة للتنمية المستدامة مصر 2030
ووجهت وزارة البيئة جهودها في الحد من بؤر التلوث من خلال الرصد البيئي المستمر لملوثات الهواء وتشديد الرقابة على مصادره المحتملة، والعمل على تخفيف الأحمال بالمنشآت الصناعية بالتعاون مع وزارتي التجارة والصناعة وقطاع الأعمال العام.
كما اتخذت عدة إجراءات لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة بالقاهرة الكبرى والدلتا، وكان أساسها زيادة الكمية المستهدفة لتجميع قش الأرز إلى 500 ألف طن، بدلًا من 350 ألف طن العام السابق.
وتم رصد وتجميع 298.343 طن قش أرز من المستهدف بمواقع التجميع، وتم فتح 631 موقعًا لتجميع قش الأرز على مستوى الدلتا، بالإضافة إلى ما تم رصده من تجميعات الأهالي وبلغ نحو 1.3 مليون طن تقريبًا، حيث بلغ إجمالي ما تم رصده وتجميعه حوالي 95% من إجمالي قش الأرز الناتج عن الحصاد حتى 7 اكتوبر 2020.
ومن خلال التقنيات الحديثة في رصد الحرائق باستخدام الأقمار الصناعية ومتابعة نتائج الإنذار المبكر الصباحي والليلي، يتم تتبع أماكن الحرائق في المحافظات وكذلك اتجاه الرياح طبقا للبيانات الصادرة عن الهيئة القومية للأرصاد الجوية، بالإضافة إلى المتابعة الميدانية لمحاور الرصد التابعة لوزارة البيئة، لمنع حرائق المخلفات الزراعية التي تزيد من نوبات تلوث الهواء.
كما حاولت الحد من الانبعاثات الناتجة عن مصادر التلوث المحتملة كالمنشآت الصناعية وعوادم السيارات والمقالب العشوائية للمخلفات والحرائق العشوائية لقش الأرز من خلال تكثيف حملات التفتيش ومحاور المتابعة من خلال شبكة رصد الانبعاثات الصناعية التابعة لجهاز شئون البيئة، ويتم تجميع البيانات عن طبيعة الانبعاثات الصادرة عن المنشآت الصناعية وحجمها، وتحليل تلك البيانات تساهم في إعطاء صورة واضحة عن نوعية الهواء بالأماكن الواقعة بها تلك المنشآت من خلال حساب أحمال التلوث الصادرة منها.
وتعتمد عمليات رصد الانبعاثات على استخدام أجهزة متخصصة لحساب قيم تركيزها، حيث يتم إرسال البيانات بكل منشآة في ذات التوقيت عن طريق مجمع البيانات إلى غرفة التحكم الرئيسية الخاصة بجهاز شئون البيئة، ومن خلال الفرق التفتيشية التابعة للوزارة تم التفتيش على المنشآت الصناعية كبرى ومتوسطة وصغرى وتبين مطابقتها للحدود المسموح بها في قانون البيئة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين.
إلى جانب رصد عوادم المركبات للحد من هذه الظاهرة المسببة لزيادة معدل تلوث الهواء، تم فحص 11574 سيارة وأتوبيس نقل عام، ويتم الابلاغ بعدم خروج أتوبيسات هيئة النقل العام المخالفة، ثم إصلاحها لخروجها للعمل مرة أخرى.
وفي تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أوضحت فيه أن 7 مليون شخص يموتون سنويا بسبب التعرض لجسيمات دقيقة بالهواء الملوث، التي تخترق بعمق الرئتين والقلب والأوعية الدموية، بما يسبب الأمراض مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض انسداد الشعب الهوائية المزمنة والتهابات الجهاز التنفسي، بما فيها الالتهاب الرئوي.
وأوضح التقرير أن تلوث الهواء أحد عوامل الخطر الحرجة للأمراض غير المعدية، حيث يتسبب في 25% من جميع وفيات البالغين بأمراض القلب و25% من السكتة الدماغية و43% من مرض الانسداد الرئوي المزمن و29% من سرطان الرئة.