«الانتخابات تحب الخفية».. «تمناية اسبريسو» وبطاطا أمام لجان «النواب»
«الرزق يحب الخفية»، مثل شعبي رائج، ينطبق على المصريين وأحوالهم دائمًا، فهم يحاولون الاستفادة من كل مناسبة لتحويلها لموسم عمل وسعي لفتح باب رزق جديد، بعد فترة الركود الاقتصادي التي عانى منها الشارع المصري والعالمي طوال أشهر انتشار وباء الكورونا، كان لها بالغ الأثر على اصحاب المهن اليومية والعمال الغير منتظمة.
أتت انتخابات مجلس النواب ومن قبلها الشيوخ كمؤشر لنجاح الدولة للسيطرة على تفشي الوباء وتسيير أمور الحياة بحذر دون خسائر، لذا جعل منها العديد من الشباب وكبار السن على حدٍ سواء أيّام الانتخابات التي تشهدها مصر حاليًا موسمًا للتربح والعمل.
من بين هؤلاء كان صلاح أبو محمد، صاحب الـ60 عاما، حيث حول عربته لمقهى متنقل لبيع المشروبات الساخنة جوار مقر لجنة مدرسة الجيل 2000 المخصخصة للإدلاء بالأصوات بحي أكتوبر، لتكون حسبما قال "فتحة خير عليه"، وبالفعل هذا ما حدث، إذ أنه ومع توافد الناخبين على اللجان، وانتظارهم للمشاركة في الانتخابات بدأوا بالفعل بالتوافد على مشروعه الصغير لتناول المشروبات الساخنة خاصة مع بدء انخفاض درجة الحرارة.
صلاح اختار مشروع عربة "التمناية" المزودة بماكينة "الأسبريسو" لعمل المشروبات الساخنة، بعد أن كبر بالعمر ولم يعد قادرا على العمل في مجال النقاشة مهنته الأساسية، قائلا "اخترت اشتغل بدل أما أمد إيدي"، موضحا أن في هذه المناسبات مثل الانتخابات ينشط الإقبال على سيارته من المواطنين المشاركين، ما تعد معه ايام الانتخابات تلك، هي من أيام الرزق الواسع له.
لا يخلو الشتاء دون الوجبات والمقبلات الساخنة جالبة الدفء والحرارة على آكليها، لذا نجد عربات البطاطا تحيط عدد كبير من اللجان، فوقف لجوار عربة القهوة، اخرى لبيع البطاطا المشوية، حيث وقف الحاج أحمد حسين 72 عاما أمام لجنة الانتخابات بحي أكتوبر في انتظار الناخبين على عربته لبيع "البط"، قائلا: "أيام الانتخابات بيكون فيه حركة في البيع والشراء والكل بيسترزق"، ويتابع "حتى لو ماحصلش إقبال أنا سعيد بالانتخابات وإن الناس بدأت تشارك فيها"، موضحا أنه بالفعل قام بإدلاء صوته في دائرته الانتخاببة، وتابع بقوله أن مجرد النزول والمشاركة بالانتخابات يمثل خطوة جيدة يتخذها الشارع المصري لم يكن يعرفها من قبل، وأنه عانى كثيرًا من فترات حظر التجوال التي كانت تستهدف ساعات رواج عمله واستغل فرصة عودة الحياة لتعويض خسائره.
يحسب البائعين لساعات الذروة التي يعاني فيها الناخبين من ارتفاع لدراجة الحرارة، فارتصت عربات المشروبات الباردة والعصائر أمام اللجان الانتخابية بمنطقة كرداسة، جنوب الجيزة، والتي شهدت تزايدًا ملحوظًا في أعداد الناخبين،
لذا استطاع "علي النجار" صاحب إحدى عربات العصائر والمثلجات المتجولة الناخبين حولها عقب الإدلاء بأصواتهم للترطيب على أنفسهم من درجة حرارة الجو المرتفعة، والذي يبيع منتجه مقابل ثمن زهيد مقارنةً بالمحال التجارية.
وانطلقت صباح أمس السبت، المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، ومن المقرر أن تستمر عمليات التصويت حتى التاسعة مساء، وتشهد اللجان الانتخابية إجراءات احترازية مشددة للوقاية من كورونا حيث تم تعقيم اللجان قبل وبعد انتهاء التصويت أمس، كما التزم أطراف العملية الانتخابية بارتداء كمامة عند التصويت، ووفرت الهيئة الكمامات للمواطنين الذين لا يحملونها أمام مراكز الاقتراع، وتوفير قفازات بلاستيكية لاستخدامها في القلم المستخدم في إبداء الرأي.
وتجرى المرحلة الأولى لانتخابات النواب فى 14 محافظة هى الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادى الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، مطروح ومخصص لها 284 مقعدا منها 142 مقعدا فى 70 دائرة بالنظام الفردى و142 بدائرتين بنظام القوائم، ويتنافس فيها 2163 مرشحا بينهم 1862 مرشحا فرديا و284 بالقائمة بينهم 1402 مرشحا مستقلا و743 مرشحا حزبيا بينهم 348 امرأة.
وتقلص عدد المرشحين بالنظام الفردى نتيجة تأجيل انتخابات الدائرة السادسة بالنظام الفردى ومقرها ديرمواس بالمنيا بسبب حكم قضائي بإدراج مرشح مستبعد والتى كان يتنافس فيها 18 مرشحا بينهم 14 مرشحا مستقلا و4 مرشحين حزبيين.