الجارالله: أردوغان حول سياسة تركيا من سياسة «0 مشكلات لـ 0 علاقات»
أكد عميد الصحفيين الخليجيين، رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أحمد الجارالله، أن السياسة التركية تحولت في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من صفر مشكلات إلى صفر علاقات.
وأضاف الجارالله في افتتاحية جريدة السياسة اليوم الأحد، تحت عنوان تركيا الأردوغانية، من صفر مشكلات إلى صفر علاقات، أنه عندما تم إعلان الجمهورية التركية على أنقاض السلطنة العثمانية، رفع مؤسسها مصطفی کمال أتاتورك شعار، "السلام في الوطن والسلام في العالم"، وسارت السياسة الخارجية على هذا المنوال طوال العقود الماضية.
وأشار الجارالله إلى أنه في 2013، أعاد وزير الخارجية التركي انذاك أحمد داود أوغلو، تأكيد الأمر عبر نظرية سياسة صفر مشکلات مع دول الجوار، رغم أن شهية التدخلات الإقليمية كانت حينها مفتوحة على كل الاتجاهات، لاسيما التدخل الإيراني في العراق، وسوريا، ولبنان، فيما نهض غول الإخوان ليلتهم الدول العربية واحدة تلو الأخرى تحت ستار الربيع العربي.
وأكد الجارالله أن انخفاض التبادل التجاري لتركيا مع العديد من دول العالم، أدى إلى ارتفاع معدل الجريمة في تركيا إلى 51.6%، بسبب عدم الاستقرار المعيشي، بعدما تدهور سعر صرف الليرة من 2.5 مقابل الدولار الأمريكي الى 7.94، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 13.6%، ما يعني زيادة في الضغط على الاقتصاد المريض أساسا، ما يدفع إلى المزيد من القلاقل السياسية، فضلا عن الإنفاق العبثي على العسكرة في الدول التي تحارب فيها القوات التركية والمرتزقة المستخدمة فيها، مثل ليبيا أو أذربيجان.
وأضاف الجارالله لجريدة السياسة قائلا "أمام هذا الوضع، لم يجد المارد التركي الذي كان يعتبر من أقوى اقتصادات العالم، واحتل المرتبة 18 بين الدول العشرين، إلا قطر، أصغر دولة خليجية، يلجأ إليها ليسد العجز في دعم حروبه وصراعاته، لاسيما أن النظام السابق فيها توهم قدرته السيطرة على الدول العربية المهمة من خلال الإخوان الإرهابيين، فيما جعل الدوحة مأوى لهم، صحيح أن تركيا استغلت هذا الوضع، وأخذت توظف الأموال التي تحصل عليها في تلك الحروب، لكن بعد تغير النظام، ومجيء الأمير تميم بن حمد، تحولت قطر دولة طاردة لكل ما يمكن أن يشكل مصدر تهديد لها، وكأنها تعيد بذلك عقارب الساعة إلى القرن التاسع عشر، حين طردت الحامية العثمانية منها، في وقت اعتقدت في اسطنبول حينذاك، أنها سيطرت على الساحل الغربي للخليج، من خلال إمساكها بزمام قطر، لكن بني تميم رأوا في ذلك تفريطا كبيرا بحريتهم، ونهبا عثمانيا لأموالهم".
وتابع الجارالله قائلا"من شاهد تعابير رجب طيب أردوغان وهو يستعرض حرس الشرف القطري في ختام زيارته للدوحة إلى جانب الأمير الشيخ تميم بن حمد، يدرك جيدا أن الرجل قد عاد إلى أنقرة بخفي حنين، فصنبور المال الذي كان مفتوحا في العهد السابق قد أقفل، وقطر حاليا ليست في وارد الخروج على الإجماع الدولي في تصفية البؤر الإرهابية وخفض التوترات إقليميا، والتي تكون في ليبيا وأذربيجان، وإن كان بعض إعلامها منحازا إلى التدخل التركي هناك"، وفقا لموقع تركيا الآن.