تحول فى موقف عمان تجاه أنشطة الإخوان المدعومة من قطر
كشفت مصادر سياسية لصحيفة "أراب ويكلي"، عن تحول ملحوظ في موقف السلطات العمانية من أنشطة جماعة الإخوان المدعومة من قطر في عمان.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه لطالما كانت قطر التي تدعم جماعة الإخوان الإرهابية، تستخدم العاصمة العمانية "مسقط"، كمركز لتنسيق الهجمات الإعلامية ضد التحالف العربي، وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
فيما أشارت المصادر إلى أن سلطنة عمان قررت إحكام الخناق على ما يعرف بـ"خلية مسقط"، وأرجعت أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحسين العلاقات مع السعودية.
كما ذكرت المصادر أن السلطات العمانية طلبت من عدد من النشطاء اليمنيين والإعلاميين المنتسبين لجماعة الإخوان، بضرورة التوقف عن القيام بأنشطة إعلامية مناهضة للتحالف من الأراضي العمانية أو مغادرة البلاد، الأمر الذي دفع عددًا من الإعلاميين والقادة السياسيين اليمنيين، الذين كانوا يعملون ضمن ما يسمى خلية مسقط، على الانتقال إلى مدينة إسطنبول التركية.
وأكدت مصادر أن تغيير سلطنة عمان موقفها من أنشطة الإخوان في اليمن، والذي يحظى بدعم مادي من الدوحة، يأتي في إطار جهود السلطان هيثم بن طارق لإقامة علاقات إيجابية مع دول الجوار.
وفي السياق نفسه، نقل فهد طالب الشرفي، مستشار بوزارة الإعلام اليمنية، عن مصدر خاص قوله إن السلطات العمانية وجهت تحذيرًا للصحفي الموالي لتنظيم الإخوان سمير النمري الذي يعمل مراسلًا لقناة «الجزيرة» القطرية في مسقط، ذلك في أعقاب مواقف اعتبرتها تحريضًا مسيئًا ضد السعودية واليمن على الأراضي العمانية.
ونوّهت "أراب ويكلي" على أن مكتب قناة الجزيرة في مسقط، الذي كان يديره صحفي يمني موال للإخوان، كان قد تحول إلى مركز إعلامي متقدم لإدارة الأنشطة الإعلامية القطرية المعادية للتحالف العربي في اليمن.
ويعمل المكتب على إنتاج مادة إعلامية من داخل الأراضي اليمنية لتشويه دور التحالف العربي والتشكيك في أهدافه، ذلك بالتعاون مع عناصر الإخوان، كما يلعب مكتب آخر لقناة الجزيرة في صنعاء دورًا مماثلًا من داخل مناطق سيطرة الحوثيين.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه التغييرات في موقف عمان تجاه الإخوان، تأتي بالتزامن مع تصعيد ملحوظ لدور قطر في اليمن ودخولها مرحلة جديدة يقترن فيها النشاط السياسي والإعلامي ضد التحالف العربي بتحركات عسكرية وأمنية على الأرض، وتهدف التحركات القطرية إلى إحباط تنفيذ اتفاق الرياض والتشكيل الوشيك لحكومة يمنية جديدة.
على صعيد آخر، كشفت مصادر يمنية مطلعة، عن خطة مدعومة من الدوحة لاستهداف قوات التحالف العربي في محافظة "شبوة"، مؤكدة أن التيار القطري والإخوان يعملان فيها لمحاصرة معسكرات التحالف العربي ومحاولة إشراكهم في مناوشات تمهيدًا لاقتحامها.
وكان محافظ شبوة التابع لجماعة الإخوان، قد ظهر على قناة قطرية بصحبة وزير النفط اليمني، في جولة على منشأة نفطية في المحافظة، وأدلى المسئولان بتصريحات اتهما فيها ضمنيا التحالف بعرقلة تصدير النفط والغاز، وهي أحدث ذريعة تستخدمها وسائل الإعلام القطرية والإخوان لتحريض الناس ضد التحالف العربي.
وكانت مصادر عربية في شبوة، قد كشفت عن وجود تنسيق بين الإخوان والحوثيين في المنطقة لاستهداف قوات التحالف العربي، وتزامنت محاولات الاشتباك مع قوات التحالف في منطقة بلحاف في مناوشات مع اعتصامات أمام مقر التحالف في منطقة العلم نفذها أفراد من مجموعات عشائرية من المحافظة معروفة بصلاتهم أيديولوجية وسياسية مع الحوثيين.
ونوهت الصحيفة بأن كل من قطر وتركيا، تبديان اهتمامًا متزايدًا بمحافظة شبوة اليمنية الغنية بالنفط والغاز والمطلة على البحر الأحمر، والتي يقول مراقبون إنها ستكون نقطة عبور أنقرة إلى الملف اليمني، نظرًا للنشاط الاستخباري التركي اللافت في المحافظة تحت ستار ما يسمى "المنظمات الإنسانية"، بالإضافة إلى معسكرات التجنيد والتدريب لميليشيا الإخوان الممولة من قطر، بقيادة وزير النقل اليمني المستقيل صالح الجبواني وعدد من الضباط العسكريين الموالين للدوحة.
وربطت مصادر سياسية زيادة النشاط القطري في اليمن، بمؤشرات متزايدة على أن الحكومة اليمنية الجديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا، وفقًا لاتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يعارضه التيار القطري بشدة في معسكر الشرعية والإخوان، خوفًا من أن يحد ذلك من نفوذ قطر المتنامي في المناطق المحررة.