تركيا تتجاهل مطالب حل ميليشيات الوفاق وتبدأ في تدريبهم
فى الوقت الذى ينتظر فيه الليبيون تفكيك المرتزقة والميليشيات الإرهابية التى تقوم بتقويض الأمن وإفساد العملية السياسية، بدأت تركيا في تدريبهم بغرض تقويتهم وشرعنتهم، وذلك بعد تسليحهم ودعمهم في حرب الأخيرة ضد الجيش الليبي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس الثلاثاء، أن قواتها تواصل تدريب قوات حكومة الوفاق، ونشرت صورًا من التدريب أظهرت فريقا عسكريا تركيا بصدد تكوين عناصر من قوات الوفاق كيفية استخدام الدبابة التركية "آم 60" في أحد معسكرات التدريب بمدينة مصراتة.
وأضافت الوزارة في بيان لها، أن الدورة تأتي في نطاق اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية التي تقدمها تركيا لحكومة الوفاق الليبية.
ورأى المراقبون أن تلك التدريبات مناورة تركية للالتفاف على المطالب الداخلية والدولية التي تطالب بحل الميليشيات المسلحة الضالعة في عدة أعمال إجرامية وإنهاء وجودها، وفقا لما نقلته قناة العربية اليوم.
وكانت الوزارة نشرت السبت الماضي، صورًا لتدريبات بحرية بمدينة الخمس شرق العاصمة طرابلس، يقودها مدربون أتراك لصالح قوات حكومة الوفاق، قالت إنها ستستمر 6 أسابيع.
ويتعارض هذا التمشي التركي مع الجهود السياسية الإقليمية والدولية المبذولة حاليا لإيجاد حل للأزمة السياسية، حيث تنظر اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين طرفي النزاع في سبل توحيد المؤسسات الأمنية في ليبيا وتشكيل قوات نظامية، بعد حل المجموعات المسلحة وتفكيك أسلحتها.
وكان وزير الدفاع بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش، الذي عاد مؤخرا من تركيا، أعلن الشهر الماضي عن اتفاق بين حكومته وأنقرة لتشكيل جيش ليبي.
وتثير تلك التحركات القلق من احتمال تشكيل جيش على مقاس تركيا والإسلاميين لاستخدامه وتوظيفه في خططهم القادمة في ليبيا، خاصة بعد أن استحوذت أنقرة على عقود تدريب الأجهزة الأمنية في ليبيا، عن طريق شركة سادات للاستشارات العسكرية التي يشرف عليها الجنرال السابق عدنان تانريفردي، المستشار الأمني للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالشراكة مع شركة "سيكيورتي سايد" الليبية الخاصة المحسوبة على تنظيم الإخوان ويشرف عليها القيادي الإخواني الليبي فوزي بوكتف، وفقا لتقرير نشره موقع أفريكا إنتلجنس الاستخباراتي.