75 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة
تجىء الذكرى ٧٥ لتأسيس الأمم المتحدة هذا العام وسط ترقب العالم الموجة الثانية لتفشى فيروس «كوفيد- ١٩» المستجد وإصابة أكثر من ٣٦ مليونًا من البشرية فى كل دول العالم مع أكثر من ١٫٢٥٠ مليون حالة وفاة، كما يجىء الاحتفال هذا العام وسط مزيد من الصراعات والحروب والنزاعات فى عدة بؤر ساخنة فى العديد من دول العالم وبلداننا العربية فى ليبيا وسوريا واليمن بجانب الأزمة اللبنانية.
تأتى الاجتماعات والمناقشات وسط استمرار الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب فى تخطى الشرعية الدولية، بفرض مزيد من الحصار والعقوبات الدولية على الدول التى لا ترضخ للإملاءات الأمريكية ولا تتبع أوامر سيد البيت الأبيض، ومنها إيران وفنزويلا.
وفى اليوم الثانى لاجتماعات الأمم المتحدة ألقى الرئيس ترامب خطابًا اتهم فيه الصين بالفشل فى احتواء فيروس كورونا، وبعدم مشاركتها المعلومات فى الوقت المناسب بشأن المرض الجديد والسماح للرحلات الجوية بمغادرة الصين وإصابة العالم والسيطرة الفعلية على منظمة الصحة العالمية، وردًا على هذه الاتهامات قال الرئيس الصينى شى جين بينج إن بلاده لا تسعى إلى الدخول فى حرب باردة جديدة داعيًا إلى التضامن فى مواجهة جائحة كورونا، وأكد أن لقاحات بكين ستكون منفعة عامة دولية بمجرد تطويرها، وسيتم توفير اللقاح للدول النامية على أساس الأولوية، وأعرب عن التزام بلاده بمتابعة التنمية المفتوحة والشاملة لبناء نظام عالمى مفتوح ودعم النظام التجارى متعدد الأطراف مع منظمة التجارة العالمية.
ورفض تشانج شان، سفير الصين، لدى الأمم المتحدة اتهامات ترامب للصين، ووجه الاتهام إلى واشنطن بأنها عائق خطير أمام مكافحة ظاهرة تغير المناخ، وتمنى تحقيق الحد من الكربون بحلول عام ٢٠٦٠.
وبهذه المناسبة ألقى الرئيس نيكولاس مادورو موروس، رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، خطابًا مهمًا أثناء المناقشة العامة للدورة العادية فى ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠ أكد فيه إصرار بلاده على ضرورة تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب «آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية» مع مزيد من دعم المبادرات والأولويات التى تحددها الشعوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أكد الرئيس مادورو فى خطابه على عدد من المبادئ التى تتبناها فنزويلا، وتعمل على التعاون مع الأمم المتحدة ودول العالم لتحقيقها، حيث أكد العمل من أجل إنقاذ الكوكب الذى نعيش عليه، والدعوة إلى الالتزام السياسى بمكافحة التغير المناخى كأولوية ملحة وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ واتفاق باريس، وأشار إلى أن وباء كورونا يقترن بالتحديات العلمية للتغير المناخى والتنمية المستدامة. وأضاف رئيس فنزويلا: «نحيى الجهود العلمية للدول الشقيقة روسيا والصين وكوبا فى إيجاد لقاح فعال وآمن، ونثق فى أن مثل هذه النتائج ستعتبر منفعة عامة وعالمية لكل من دولنا، مع ضمان الحصول عليها مجانًا لجميع شعوب العالم دون تمييز».
وقدم رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية اقتراحًا مهمًا للأمم المتحدة وهو «إنشاء صندوق متجدد للمشتريات العامة فى منظومة الأمم المتحدة، لضمان الوصول إلى المنتجات الغذائية والصحية بتمويل من الموارد العامة»، وهذا سيمكن من مواجهة التمييز والحصار الاقتصادى ضد البلدان، مما يُسهِّل على الحكومات الحصول على السلع والخدمات الضرورية.
وتحدث الرئيس الفنزويلى عمّا تتعرض له بلاده من تدابير أحادية الجانب من قبل أمريكا لإخضاع الفنزويليين، رجالًا ونساء، لحصار اقتصادى بهدف التجويع لإثارتهم ضد نظامهم المنتخب، الذى يرفض التبعية لأمريكا، ويسعى للتنمية المستقلة وتحسين الأحوال المعيشية للشعب الفنزويلى، وأوضح أن أمريكا فرضت عقوبات اقتصادية على فنزويلا تمت بموجبها مصادرة أكثر من٣٠ مليار دولار، وتم تجميدها واختطافها فى حسابات مصرفية فى أمريكا وأوروبا، وكذلك هددت بفرض عقوبات على أى شركة أو حكومة تقوم بتسويق أى سلعة أو خدمة لفنزويلا، سواء كانت طعامًا أو دواء أو وقودًا أو إضافات ضرورية لإنتاج البنزين الذى يحتاجه الشعب ولا يمكن الاستغناء عنه.
وفى نهاية المقال نتمنى لجميع دول العالم أن تعمل معًا من أجل التصدى لوباء كورونا ومن أجل التقدم نحو مستقبل مشرق من التنمية والازدهار، وأن تسعى منظمة الأمم المتحدة لتنفيذ ميثاقها، من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين دون الخضوع لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، التى لا تحترم المعاهدات والمواثيق الدولية، والتى يتسبب رئيسها الحالى دونالد ترامب فى إذكاء وإشعال نيران الفتن والصراعات فى العديد من بلدان العالم.