كيف ساهم «المرض النفسي» في تحفيز إبداع لويز جلوك الفائزة بنوبل؟
عانت الكاتبة الأمريكية لويز جلوك الحائزة على نوبل للآداب لهذا العام من مرض فقدان الشهية العصابي لفترات طويلة، ولازمها هذا المرض من مراحل المدرسة حتى بدأت تتعافى في مصحات العلاج النفسي، وكانت الكتابة أحد شروط التعافي من هذا المرض.
تتلخص أعراض هذا المرض من الفزع من زيادة الوزن والانقطاع عن تناول الطعام المرضي خوفًا من البدانة، فهذه الأعراض ناجمة عن خوف المريض من الموت، وما يسببه الطعام من زيادة في الوزن أحيانًا وربما الإصابة بأمراض السمنة التى قد تفضي إلى الموت، ليتحول الحرص إلى رد فعل عصابي لرفض الطعام تمامًا.
الخوف من الموت المحفز لمرض فقدان الشهية العصابي كانت له جذور نفسية منها صدمة الكاتبة في مرحلة مبكرة بفكرة الموت، بعد وفاة والدها ووفاة شقيقتها، وأنها ستموت لسبب ما، فكرة الموت سببت هلعًا للكاتبة بشكل كبير وهو ما ظهر في عدة قصائد لها.
في مراحل التعافي من هذا المرض حاول هنري فيمبار توثيق ما حدث في حالة جلوك فقد صدرت دراسة لهنري فيمبار بعنوان "داخل جسد امرأة بدينة.. محاولة للهروب للخارج" يرصد فيها تأثير مرض فقدان الشهية العصابي على كتابات جلوك، وارتباط أشعارها وتاريخي الشخصي المرضي بشكل إبداعي وملهم، وهو ما يؤكد على القول الشائع أن بعض الأمراض النفسية يمكنها أن تفتح أو تعزز مساحات في الذاكرة ملهمة وفنية بشكل كبير وهو ما وصفه عدد من الكتاب والفنانين التشكيليين والموسيقيين في أعمالهم الإبداعية بشكل باهر.