دروس خصوصية VS مجموعات تقوية: مَن ينتصر في المعركة؟
معركة ضارية خاضتها وزارة التربية والتعليم هذا العام مع «سناتر» الدروس الخصوصية التي أصبحت أضرارها أكثر من فوائدها، ليس لأنها تخالف لوائح الوزارة، فقط، لكن لأنها ربما تكون سببًا في عدوى الطلاب بفيروس كورونا، وعدم التزامها بإجراءات السلامة.
واتخذت الوزارة هذا العام سلاحًا جديدًا من أجل القضاء على الدروس الخصوصية، فبَجانب الحملات الدورية التي تشنّها على السناتر لغلقها والقبض على أصحابها، أعلنت بالتوازي عن مجموعات تقوية ستكون في المدارس بأسعار مخفضة للطلاب، لكن بنظام وشكل جديد.
وجاء قرار التعليم هذا العام على أن مجموعات التقوية ستكون اختيارية في المواد الدراسية للطلاب على مستوى الإدارة للشهادتين الإعدادية والثانوية العامة وعلى مستوى المدرسة لصفوف النقل.
وتكون المدة الزمنية المخصصة للمجموعة ساعتين في الأسبوع، وفقًا للخطة التعليمية المحددة للمواد الدراسية، ويتم مراعاة أن تكون المجموعة من عدد من الطلاب بما يتناسب مع مساحة القاعات المخصصة مع ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحفاظ على الصحة العامة.
ويختلف السعر من مادة إلى آخر، لكن مراعاة أن يكون الحد الأدنى (10 جنيهات) والحد الأقصى (85 جنيهًا)، كما أن الأسبوع الأول من العام الدراسي سيشهد فتح باب تلقي طلبات الطلاب الراغبين في الانضمام إلى مجموعات التقوية المدرسية، لكن السؤال هل تنتصر مجموعات التقوية على الدروس الخصوصية؟، بالفعل هناك بوادر استجابة من أولياء الأمور تجاه تلك المجموعات بديلًا عن الدروس الخصوصية، لا سيما أنها أخذت شكل مختلف عن الماضي.
نجلاء صابر، 34 عامًا، أم وولي أمر لطفلان في الرابعة والخامسة من الصف الابتدائي، والتي اعتادت على الدروس الخصوصية لابنائها منذ التحاقهم بالصفوف الابتدائية، إلا إنها ذلك العام تنوي تجريب مجموعات التقوية: "مجموعات التقوية السنة دي مختلفة، زمان كانت بتبقى زي الفصل فيها 50 أو 60 طالب، لكن السنة دي فيه قرار جديد بإن العدد يكون محدود بالتالي الطالب هيكون عنده قدرة على الفهم أكثر".
وأوضحت: "الفرق بين مجموعات التقوية والدروس الخصوصية في العدد، وكمان الملازم اللي بيلخّصها المدرسين ودي كمان هتكون موجودة زي ملخصات في مجموعات التقوية، عشان كدة مفيش فرق بينهم".
ووصف كمال مغيث الخبير التربوي، مجموعات التقوية التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم هذا العام بالجّيدة، مؤكدًا أنها مع مرور السنوات ستصبح بديلًا عن الدروس الخصوصية، لكن الأمر سيأخذ بعض الوقت، لافتًا إلى أن الحملات التي شنتها وزارة التعليم جيدة، لكنها لن تكون كافية دون أن تجد بديلًا يرضي الطلاب وأولياء الأمور وإلاّ سيتّجهون إلى الدروس الخصوصية مرة آخرى، موضحًا أن مجموعات التقوية بسبب أسعارها ستجذب أولياء الأمور.
وتابع: "لا بدّ من الاهتمام الجم بتلك المجموعات؛ لأنها ستكون السلاح الأصح للقضاء على الدروس الخصوصية، بسبب أسعارها التي لا تضاهي أسعار الحصة الواحدة في الدروس الخصوصية، كما أنها أصبحت ذات أعداد قليلة من الطلاب بحسب إعلان الوزارة".
أما ناصر عادل، طالب في الصف الثاني الإعدادي، يرى أن الدروس الخصوصية من الممكن أن تكون مفيدة فقط في المرحلة الثانوية أو صفوف الشهادة، لكن النقل سيكون مفيد لهم أكثر مجموعات التقوية: "مجموعات التقوية مفيش فيها فرق كبير عن الدروس الخصوصية، غير أنها بتوفر أكتر للأهل اللي ممكن يدفعوا فلوس كتير في الدروس الخصوصية، لكن صفوف النقل أفيد لها مجموعات التقوية".
وقرر عادل هذا العام تجريب مجموعات التقوية مدفوعًا بالامتيازات التي أعلنت عنها وزارة التعليم من حيث اتباع الإجراءات الاحترازية، وتقليل أعداد تواجد الطلاب إلى جانب الأسعار البسيطة لكل المواد في مجموعات التقوية.