«فاينانشيال تايمز»: إصابة ترامب بكورونا تشكل تهديدًا للانتخابات الأمريكية
رأت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن إصابة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفيروس كورونا المستجد قبل شهر فقط من انطلاق سباق الرئاسة الأمريكية، يشكل تهديدا جديدا ويضفي مزيدا من الضبابية على مصير واحدة من أكثر الانتخابات الأمريكية "اضطرابا" و"غموضا" منذ عقود طويلة، على حد وصف الصحيفة.
وذكرت الصحيفة- في سياق تعليق بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أن بقاء الرئيس في العزل أو الحجر الصحي حتى وإن لم يكن عاجزا، كفيل بأن يحمل في طياته تداعيات على الأمن وفاعلية الحكومة الأمريكية في أفضل حالاتها، ناهيك عن أن ذلك يحدث قبل شهر فقط من إجراء الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت أن إصابة ترامب بالفيروس ستترك آثارا "مباشرة" على المناخ السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، حيث تجلب معها حقيقة ووحشية الوباء، الذي كثيرا ما قلل من جديته مسئولون أمريكيون، والذين شككوا أيضا في أهمية التدابير الوقائية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية مقارنة بدول أخرى.
وأضافت أن الإصابة ستغير أيضا من طبيعة الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، حتى وإن لم تحدث فارقا على صعيد القضايا الأساسية الخلافية بين ترامب وغريمه المرشح الديمقراطي جو بايدن، إلا إنها ستمنع ترامب من عقد مؤتمرات أو مسيرات كبرى لحملته الانتخابية، والتي كانت تعد حجر أساس في الدعاية لانتخابه مرة ثانية.
وأوضحت أنه على مدار أسابيع طويلة، سعى الرئيس ترامب للتركيز على قوة الاقتصاد الأمريكي ما قبل تفشي الجائحة، غير أن إصابته وتطورات حالته الصحية ستعيد إلى الواجهة من جديدة أزمة تفشي الوباء- في بلد يعد صاحب أعلى معدلات الإصابة والوفيات عالميا.
واعتبرت أن الخسائر التي منيت بها أسواق الأسهم العالمية والأمريكية بعد انتشار نبأ إصابة ترامب بكورونا، إنما تعكس حالة القلق وعدم الارتياح الغالبة حيال الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يتخوف المستثمرون ليس فقط من نشوب نزاع طويل الأمد حول نتائج الانتخابات مع تشكيك مسبق في صحتها من قبل بعض القائمين على الحملة الرئاسية لترامب، بل أيضا هناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف ما لم يقبل الرئيس الأمريكي بتسليم السلطة بشكل سلمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكونجرس يتمتع بسلطات تخوله تغيير موعد الانتخابات إذا اقتضت الضرورة، مضيفة أن انتشار المرض إلى هذا الحد، إلى جانب تقرير الوظائف الضعيف الذي يعكس تعثر الاقتصاد الأمريكي في تجاوز تبعات الفيروس الاقتصادية السلبية، تحتم على الحزبين- الجمهوري والديمقراطي- الالتزام بالقوانين والضوابط التي ينص عليها الدستور الأمريكي.
وأعلن مسئول بالبيت الأبيض- مساء أمس- نقل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى مستشفى (والتر ريد) العسكري، لتلقي العلاج من فيروس كورونا، وذلك بعد مرور أقل من 24 ساعة من إعلان إصابته بعدوى كورونا.
وأوضح المسئول أن ترامب سينتقل إلى جناح خاص بمركز (والتر ريد الطبي الوطني) العسكري لبضعة أيام، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس ترامب سيواصل عمله من المستشفى للأيام القليلة المقبلة، حسب شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.
وقد هوت مؤشرات الأسهم العالمية خلال تعاملات أمس الجمعة، فور إعلان الرئيس دونالد ترامب إصابته وزوجته السيدة الأولى ميلانيا ترامب بفيروس كورونا، وذلك قبل أسابيع من انطلاق السباق الرئاسي، كذلك هبطت أسعار النفط متجهة لتسجيل خسائر لثاني أسبوع على التوالي.
في المقابل، زاد الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار، مع ضعف الآمال أيضا بشأن تمرير حزمة إنقاذ مالي ثانية لدعم الاقتصاد الأمريكي.