"للحلفاء والأعداء".. الرسائل الخمس من كشف نتنياهو أماكن السلاح السرى لحزب الله
لا يمكننا أن نعد المرات التي هاجم فيها "نتنياهو" إيران، من فوق كل منصة، وأمام كل كاميرا، ومنصة الأمم المتحدة على وجه التحديد، شهدت العديد من خطابات نتنياهو المرفقة دائما بالإحداثيات والخرائط اللافتة.
يعرف "بيبي" كيف يحتل العناوين الرئيسية في صحف العالم بسهولة؟، وكيف يدرج نفسه بقوة على جدول أعمال أعدائه، ويعرف أيضا كيف يستثمر أعمال أجهزته الاستخباراتية بدقة، وبينما اعتدنا حديثه عن منشآت الصواريخ السرية وبرنامج إيران النووي، اليوم هو اختار أن يتقاسم حزب الله مع إيران هذا العرض المثير.
نتنياهو يكشف أماكن سلاح لحزب الله في حي مدني
أعلن "نتنياهو"، أمس في خطابه أمام الأمم المتحدة أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلتين نوويتين، وتعمل طهران حاليا على تطوير جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي وأن الـIR9 سيضاعف قدرات التخصيب لديها بمقدار 50 مرة.
وفي لافتة سينمائية، قال نتنياهو "لقد شاهدنا جميعا الانفجار المروع في مرفأ بيروت الذي حدث الشهر الماضي. هذا هو مرفأ بيروت. 200 شخص لقوا مصرعهم، وجرح الآلاف، وشرد ربع مليون شخص".
وتابع "هنا قد يحدث الانفجار التالي. هذا هو حي جناح في بيروت، وهو مجاور للمطار الدولي، وهنا يوجد لدى حزب الله مخزون سري للأسلحة. يقع هذا المستودع بجوار شركة الغاز، هذه خزانات غاز، يبعد أمتار قليلة عن محطة وقود و50 مترا عن شركة الغاز، وهنا المزيد من شاحنات الغاز. وكل هذا في مركز سكني مدني ومنازل مدنية، بالنسبة لمواطني حي جناح إليكم هذه هي الإحداثيات".
وشرع نتنياهو في عرض صور لمدخل المنشأة التي ذكر أنها مصنع صواريخ تابع لحزب الله. وقال: "أقول لأهل حي الجناح عليكم أن تتصرفوا الآن. عليكم الاحتجاج على هذا الأمر. لأنه إذا انفجر هذا الشيء، ستكون هذه مأساة أُخرى. وأقول لأهل لبنان إن إسرائيل لا تريد إلحاق الأذى بكم، لكن إيران تفعل ذلك. يجب على المجتمع الدولي أن يصر على أن يكف حزب الله عن استخدام لبنان والمدنيين اللبنانيين كدروع بشرية".
وأصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق مزيدا من المعلومات عن موقعين إضافيين في بيروت زعم أن حزب الله استخدمهما لتصنيع أجزاء للصواريخ دقيقة التوجيه. وأحد الموقعين عبارة عن منشأة تحت الأرض تم بناؤها تحت 4 مبان سكنية من 7 طبقات تعيش فيها 70 عائلة، شرقي مطار بيروت الدولي، وتقع بجوارها كنيسة ومركز طبي، وتقع المنشأة الثانية تحت مجمع من 5 عمارات سكنية يسكن فيها نحو 50 عائلة وتقع على بعد نحو 90 مترا من مسجد.
من جانبه، اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بنيامين نتنياهو، بـ "تحريض الشعب اللبناني" ضد الحزب الشيعي، وقال نصرالله في كلمة متلفزة: "ما قاله نتنياهو يهدف إلى تحريض الشعب اللبناني على حزب الله كالعادة"، واليوم سمح لوسائل الإعلام بأن تدخل هذه المنشأة وتشاهد ما فيها، بينما تجاهل باقي المواقع.
ماذا أراد أن يحقق نتنياهو من هذا العرض؟ وما الرسائل التي نقلها في خطابه؟
الرسالة الأولى، موجهة للدول الخليجية، حيث يستمر نتنياهو في تقديم نفسه بأنه المحارب الأول ضد إيران وحزب الله، وهو على ما يبدو ضمن الأسباب التي شجعت الدول الخليجية لعقد اتفاقات سلام مع إسرائيل، بهدف محاربة "العدو المشترك"، واستمرار نتنياهو في المواجهة مع إيران، يستهدف به الدول الخليجية ليرسل لها رسالة :" أنا أمضي قدمًا في حربي ضد إيران ووكلائها في المنطقة".
الرسالة الثانية، موجهة لحلفاء واشنطن في المنطقة، حيث تراقب إسرائيل الخروج التدريجي للولايات المتحدة من الشرق الأوسط، خاصة بعد أنباء غلق السفارة الأمريكية في العراق، فيحاول نتنياهو أن يظهر كأن إسرائيل هي البديل الجديد للولايات المتحدة في المنطقة، وأنها ستقوم بذات الدور، بدعم من واشنطن.
الرسالة الثالثة، موجهة للمجتمع الدولي، حيث تسعى إسرائيل للضغط على حزب الله، فكانت إسرائيل وراء الكشف عن صفقات المخدرات التي يقوم بها عناصره في عدد من الدول الأوروبية وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى حظر نشاط الحزب في هذه الدول، وإدراجه على قائمة الإرهاب، وهو بهذا الكشف يحاول الضغط مجددا على حزب الله أمام المجتمع الدولي، الذي ربما يطالب بالتحقيق في معلومات نتنياهو.
الرسالة الرابعة، موجهة للبنانيين، الذي لا يزالون يعانون جراء الانفجار الضخم الذي وقع في 4 أغسطس الماضي، فنتنياهو يرى أن حزب الله والذي نجح مؤخرا في تجاوز أزمة الحكم في قضية رفيق الحريري، قد يتحسن وضعه داخل اللبنانيين، فاختار أن يقدم له ضربة استباقية أخرى في الداخل اللبناني.
الرسالة الخامسة، موجهة لإيران وحزب الله، وهي الرسالة ذاتها، بأن إسرائيل تعرف عنكم كل شيء، لكنها تتحدث في الوقت المناسب، والتي يمكن قراءتها في سياق الردع والتهديد.